وردت روايات مختلفة حول أحكام التجويد ووجوبها. فقد ورد أن تعلم أحكام التجويد عمليا من خلال قراءة القرآن وتلاوته فهو فرض عين، لقول الله تعالى :”وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًاا” (المزمل 4). وورد أن تعلم أحكام التجويد منها ما هو واجب مثل تعلم مخارج الحروف وعدم تبديل الحروف، ومنها ما هو فرض. قال الرسول صلى الله عليه وسلم واله وسلم (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البرره، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران). قال الله تبارك وتعالى "وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود حرف ساكن مشدد بعده) آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (الجاثية 4)، و "وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الجاثية 5).

الفرق بين المد المتصل والمنفصل أن المد المتصل واجب بأربع حركات لأن حرف المد والهمزة في كلمة واحدة. بينما المد المنفصل جائز بحركتين او اربع حركات لأن حرف المد في نهاية الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية. قال الله سبحانه "وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (الجاثية 9)، و "مِنْ وَرَائِهِمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (الجاثية 10).

ويعرف المد بأنه عبارة عن إطالة الصوت بحرف من حروف المد الثلاثة، وهي: الياء، الألف، الواو. قال الله جل جلاله "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" (الجاثية 15)، و "وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي (~: المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (الجاثية 16).

المد لغة يعني الزيادة كما قال الله جل جلاله "وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ" (نوح 12) يمددكم أي يزدكم. واصطلاحا مد صوت حرف من حروف المد الثلاثة عند ملاقاة همز أو سكون. ويتفاوت المد من موضع لآخر. قال الله عز وعلا "إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" (الجاثية 19)، و "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مَا يَحْكُمُونَ" (الجاثية 21).

روى الطبراني: نُقِلَ عن ابن مسعود أنه كان يُقرِئُ رجلاً القرآن. فقرأ الرجل: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ" (التوبة 60) وقرأها مرسلة أي مقصورة فقال ابن مسعود: (ما هكذا أقرأنيها رسول الله. فقال الرجل: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟. فقال: أقرأنيها رسول الله "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ" (التوبة 60) ومدّها. وقال: هكذا أقرأنيها رسول الله). قال الله عز وجل "وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ" (الجاثية 34)، و "وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (الجاثية 37).