• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إطلالة على يوم المباهلة: .
                          • الكاتب : الشيخ محمود الحلي الخفاجي .

إطلالة على يوم المباهلة:

 المعنى اللغوي للمباهلة فهي الملاعنة والدعاء على الطرف الآخر بالهلاك، وقوله عزّ وجلّ «نَبْتَهِلْ» أي نلتعن. وقد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين في واقعة تاريخية  وقعت بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونصارى نجران. حيث أمر الله نبيّه بالمباهلة بنص الآية الكريمة «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ». وقد  اصطحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معه للمباهلة بهم مع نصارى نجران، الحسن والحسين وفاطمة وعليّ (عليهم السلام)، حيث ان لفظة أبناءنا الواردة في الآية ينحصر مفهومها في الحسن والحسين (عليهما السلام)، ومفهوم نساءنا ينحصر في فاطمة (عليها السلام)، ومفهوم أنفسنا ينحصر في عليّ (عليه السلام)٠

اذن هذا  الأسلوب هب اسلوب قراني بل هو احد السنن الالهية التي اتبعها أصحاب الحق لإثبات صحة دعوتهم الحقة عندما تستنفذ كل الطرق الأخرى مع الطرف الآخر  الذي اتخذ طريقة  العناد والأعراض عن قبول الحق، وهذه الظاهرة التي سجلها القرآن الكريم بينت وأوضحت امورا هامة نقتصر  بالأيجاز على اهمها:

اولا: هناك تلازم واضح ودائم  بين شخصيتين هما شخصية النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) وأهل بيته (عليهم السَّلام) حيث ان هذا  التلازم يكشف عن حقيقة عقائدية مهمة يحمل دلالات فكرية وروحية واستشراف قيادي لمستقبل هذا الدين، إذ المسألة ليست مسألة قرابة، بل هو بيان  لأمتداد الوجود  القيادي لهذا الدين من خلال هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت (عليهم السَّلام) بما حباهم الله تعالى من إمكان تأهيلي للتصدي لأستخلاف النبوة ٠

ثانيا: إن اختيار شخصيات المباهلة هو جاء وفق مقاسات الهية ومناطات خاصة يعتمد عليها هذا الاختيار اختيار إلهي، اذن هو لم يأت جزافا بل وفق اختيار إلهي هادف٠

ثالثا: إن  مضمون المفردة القرآنية (أنفسنا) اعتبرت علياً (عليه السَّلام) الشخصية الكاملة المشابهة في الكفاءات والكمالات الروحية والصفات لشخصية النبي الاعظم (الله عليه و آله) بإستثناء النبوة، فيكون عليا (عليه السَّلام) إنطلاقاً من هذه المشابهة الفكرية و الروحية هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول (صلَّى الله عليه و آله) في حياته وبعد رحيل خاتم الأنبياء(صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله) لقيادة الامة وانه هو الخليفة الذي سيمثل الامتداد الحقيقي للنبوة الخاتمة٠٠٠

شيخ محمود الحلي الخفاجي ٢٤ ذي الحجة ١٤٤٣هج٠ مشهد المقدسة ٠




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170868
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13