هناك مسألة بنظر العقلاء وهي أن نجاح أي مشروع لابد أن يتصف  بالديمومية والاستمرارية لذلك المشروع، فأن هذا يعتبرمن مؤشرات النجاح لهذا المشروع.

فالمشاريع الإستراتيجية الكبيرة التي لها الأثر في إحداث تغيير المجتمعات فكرياً واجتماعياً وسلوكياً ومعرفياً ...... 
حيث أنها تحتاج الى أمد زمني طويل يواكب أجيال ذلك المجتمع، وعليه فان الإسلام وهو مشروع إلهي غرضه تغيير الانسان والمجتمع لابد أن تكتب له الديمومية والاستمرار باعتباره مشروعاً الهيا ً تغيرياً يعتبر خاتمة المشاريع الالهية لبناء الفرد والمجتمع، وأن صفة الديمومية والاستمرار لا يمكن أن توجد إلا بتوفر عدة عوامل منها:
- أولا: وجود القيادة الأمينة صاحبة الأشراف على هذا المشروع وتواكب وجوده (الدين) .فرحيل صاحب المشروع الإلهي وهو النبي الاعظم (صلى الله عليه واله ) وهو صاحب الصلاحيات الشرعية لرعاية هذا المشروع (الدين) فأنه بمقتضى العقل والحكمة أن يخطط خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله ) لإيجاد قيادة تتوافر فيها خصائص ومميزات الكفاءة والقدرة الإدارية والنظر الثاقب والمعرفي في كل مجالات الحياة ....

- ثانيا: التخطيط الذي مهمته تأهيل القيادة الشرعية  التي ستحمل مواريث الأنبياء. 

- ثالثا: معرفة أن هذا الدين لم يأت لينشأ كيانا اجتماعيا خاصاً وفق قياسات زمنية معينة، بل انما جاء لإنشاء كيان يجب أن يبقى ويستمر مع استمرار الحياة على الأرض ويواكب تطور هذه الحياة في كلةمراحلها الزمنية المتعاقبة .

-رابعا: وجود القدوة. أن ترشيد المجتمع وتربيته وتغذيته بمفاهيم الدين ومعالم الشريعة، لا يكون إلا من خلال عنصر القدوة التي ستشرف على تطبيق هذا الدين وتنفيذه على أرض الواقع.  

-خامسا: إن الشخص المنتخب الذي سيحمل مواريث الأنبياء لابد أن تستند شخصيته الى وجود مقدمات تربوية عالية المضامين  لصناعة تلك الشخصية التي لابد ان تكون بحق شخصية (عملاقة) لكي يعالج الرؤى التي ستبرز عند رحيل النبي الاعظم(صلى الله عليه واله)  حيث ان ذلك المجتمع خليط من الاتجاهات المتناقضة والتي جل همها هو التسلط وإحراز المكاسب الدنيوية من الزعامة والجاه والمنصب والمال. فالمجتمع الإسلامي في فترة ما بعد النبي (صلى الله عليه واله) يضم:

١_ تيار الزعامات القرشية 
٢_ تيار المشركين 
٣_ تيار المنافقين 
٤_ الحزب الأموي 

- وللموضوع تتمة ستأتي ان شاء الله تعالى لاحقا

شيخ محمود الحلي الخفاجي  ١٨ ذي الحجة ١٤٤٢ هج
جزء من محاضرة ألقيت في يوم  الغدير في مهرجان أقيم لهذا الغرض.