من المرتكزات الأساسية التي ارتكز عليها الإسلام في بناء عقيدة الإنسان هما أمران:
الأول: الإيمان بالله سبحانه وتعالى كقاعدة أساسية ومرتكز أولي
الثاني: العمل الصالح. وقد قيد ووصف بأنه بوصف بكونه صالحاً لامطلق العمل، أو العمل المجرد، بل العمل الموصوف بكونه صالحاً ٠٠
هذان هما الركيزتان الأساسيتان في الدين، ولايمكن الفصل بينهما، وهما أساس الإمتياز بين الناس في نظر الإسلام، فليس التفوق بكثرة الأموال، ولا بالمتع الزائلة، وإنما هو بالتقوى وعمل الخير.
ولو رجعنا الى الآيات الكريمة التي أشادت بالعمل الصالح، ورفعت من كيان الصالحين لرأيناها واضحة الدلالة تصريحاً ومضموناً على ذلك منها:
- قوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه، وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).
- وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).
- وقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- وقوله تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً).
- وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا).
- وقوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
- وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
-وقال اللّه تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).وقال تعالى: (الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).
- وقال اللّه تعالى: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي دعت الناس إلى العمل الصالح وحفزتهم إلى كسبه والتسابق إليه، وأن العمل الصالح هو خير ما يكتسبه الإنسان في في مسرح حياته وأنه هو الذخيرة له في آخرته.
فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين( عليه السلام ) أنه قال: (فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح٠٠٠).
فالإمام يدفع بحركة الإنسان نحو الأمور التي تبقى وتنفع أصحابها وأنها ليس متعاً تزول والتي عبر عنها بالذخيرة٠
فالإنتقال من عالم الدنيا الى عالم الآخرة أمر حتمي في رحلة قسرية، تستحق الإستعداد لها جيداً. فالانسان إنما يحتاج في ذلك العالم إلى شي، اختصرها الإمام الهادي في كلمة واحدة حين قال عليه السلام: (الناس في الدنيا بالأموال وفي الآخرة بالأعمال)٠
إن رصيد كل إمرء في عالم الآخرة هي مجموع أعمال الخير والصلاح التي قام بها في الدنيا. فبمقدار ما يكون للإنسان رصيد من أعمال الخير فإنه سيتحدد مصيره فيها، فالانسان سيكون في أمس الحاجة حينئذ لكل عمل من أعمال الخير حتى يجوز به أهوال القيامة، التي ليس أقلها الجواز على الصراط الذي تضطرم على ضفتيه نار جهنم، وسط مخاطر التعثر والسقوط، وفي السير على الصراط، وكل ذلك يعتمد على ما يملك الانسان من الأعمال، من سبل النجاة تزخر النصوص الدينية بذكر الكثير من الإعمال الصالحة التي تشكّل رصيداً وسبيلاً لنجاة المرء في حياته الأبدية يوم يقوم الناس لرب العالمين.
|