• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيمياء الحياة  .
                          • الكاتب : غدير خم حميد العارضي .

كيمياء الحياة 

 في المختبرات تُخلط المواد الكيمياوية، وتُمزج مع بعضها للخروج بالمزيد من المركبات والأدوية، وفي حياتنا التي نحياها تجتمع الكثير من العناصر والمركبات التي تتخذ مسارها مع مرور أيامنا لتعطي نتائج مختلفة وعديدة تلوّن عالمنا بألوانها الخاصة؛ ليكون هذا العالم شبيهاً بالكيمياء إلى حدٍّ كبير، فلو قمت بخلط الابتسامة والتعاون مع الإخوة في الله تعالى ستحصل على صداقة جميلة ورفقة حسنة وأخوة طيبة تدوم دهورا، ولو مزجت العداوة مع الحقد والبغضاء، ستكون النتيجة المؤكدة هي الوحدة والخسران فضلاً عن السخط الإلهي.
 وعندما تضيف الصبر إلى العزيمة والإصرار والارادة القوية ستحقق آمالك التي ترنو إليها، وعندما تستخرج الظلام من عناصر وجودك، سترى الصفاء والطهارة التي خلقت عليها روحك، ولتحصل على مركب السعادة، قم بإسعاد الآخرين وإخلاص النية لله تعالى، ولا تنسى أن تفكّك أحزان الماضي وإخفاقات السنين الخوالي إلى طموحات جديدة لتجني ثمارها اليوم أو غداً أو بعد حين.
 وليكن التوكل على الله تعالى والثقة به دوماً عاملك المساعد الرئيسي الذي تعتمد عليه في كلّ مراحل عمرك وتجاربه الكثيرة، ولكي تكتمل تفاعلات حياتك بنجاح وسرور لا تنس الرضا بقضاء الله تعالى وقدرته، وقل في قرارة نفسك: « قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا» وستنال ما فيه الخير لك، وإن أردت أن تؤدي تجربة جديدة فاجعل أولها البسملة والاستعانة بسم الرحمن الرحيم، وفي أثنائها لابد أن تلتفت الى كمية الأمل، وتضاعف مقدار التوكل، وترفع نسبة الاصرار، أما آخرها ومهما كانت نتائجها فهو الحمد والشكر له تعالى.
 وإن أخفقت في تجربة ما أو معادلة من معادلات حياتك تذكّر أنّ العنصر الفعال الذي لا يمكنك الاستغناء عنه وهو عنصر التفاؤل ينبغي أن يكون موجوداً على الدوام لتعديلها وإنجاحها من جديد، فمن تفاءل بالخير وجده، وإن تحطّم أحد دوارق عمرك وتكسر لسبب ما، اجمع زجاجاته ولا تتحسر أو تضيّع وقتك، وأنت تتأملها، بل خذ منها درساً وألقِ بها في مهملات الأمس، وابدأ نهار اليوم بدورق نظيف ومتين، وأنت تعرف كيف تحافظ عليه جيداً، حتى لا يتهشم كسابقه.
 وكما تحتاج كلّ تجربة مختبرية إلى الوقت والصبر والجهد والانتظار كذلك أهدافك تحتاج إلى وقت أكثر، وصبر مضاعف، وجهد مضني، وانتظار لمدة أطول، فلا تدع هدفاً ما لأنه بعيد المنال أو صعب التحقيق لا بل انظر إليه دائماً وتخيل تحقيقه، وحين يتحقق افرح به كما تفرح لنجاح تجربة كبيرة؛ لذا لا تستهن بأهدافك مهما كانت صغيرة أو بعيدة كل ما عليك هو أن تخطط لها، وترتب أدواتك وخطواتك للوصول إليها، وتعمل بجد واجتهاد لتخرج من مختلف العوائق التي تعترض مسيرتك، وبعبارة مختصرة (اعطها الوقت الكافي لتنتهي على أحسن ما يرام).
 وفي الختام، اقول: ان الكثير الكثير ممّا يُلوّن الحياة من مواقفها وتجاربها وافكارها له صوره في العديد من المختبرات العلمية، لذا لابد ان نعلم أنّ لكلّ شيء كيمياء خاصة به وأهم كيمياء سنمر بها وعلينا أن نفهمها ونعيها جيداً هي كيمياء الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170400
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12