• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تطبيع المثلية الجنسية  .
                          • الكاتب : حوراء جبار .

تطبيع المثلية الجنسية 

موجة متصاعدة وغير مسبوقة في التاريخ الحديث لتصدر اخبار قضايا المثليين وفرضهم بالقوة في الواقع بتقديم نماذج وشخصيات مثلية –على تنوعها – في أدوات الثقافة الجماهيرية من السينما إلى مسلسلات وبرامج التلفزيون، ومن مجلات الكوميكس إلى ألعاب الفيديو وحتى في برامج الأطفال وتلفزيون الواقع على نحو يفوق وجودهم في مجمل التجربة البشرية، وبات موضع قلق للتيار العام.

تقوم وسائل الإعلام بالتركيز على تسليط الضوء على قضايا الشذوذ وتعمل على صدارتها في المجتمع وتحجبه عن قضايا أخرى، من دون النظر إلى مدى أهمية تلك القضايا في أجندة أولويات الجمهور فنجد تركيزاً يمكن وصفه بالإفراط في عرض قضايا "المثلية الجنسية" عبر تلك الوسائط، بشكل يفوق وجودها وتأثيرها وأهميتها في سلم أولويات المجتمعات العالمية.
ويرى المتخصصون أن ثمة علاقة طردية بين ما تذكره وسائل الإعلام في رسائلها وتلح على إبرازه وصدراته، وبين ما يراه الجمهور مهماً، وفي هذه النقطة بالذات يكمن أحد أهم أوجه تأثير وسائل الاعلام.
نحن ندرك أن الإعلام يؤدي أدواراً مؤثرة في تشكيل الرأي العام تجاه القضايا المختلفة، من خلال "التضليل الأعلامي"  بنشر ثقافات دخيلة للمجتمع و تغيير الثقافة وتغييرها، فمثلاً نرى المحتوى الذي تقدمه وسائط دولية ناطقة بالعربية، ومنصات عربية جديدة ممولة من الغرب، يقدم فكرة "المثلية" بشكل مفرط ومنحاز بتطرف؛ لغرض الترويج للمثلية وفرض تقبل وجودها في الوطن العربي.

الشذوذ الجنسي المعصية الكبيرة و المخالفة الصريحة للفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، والتي تهدد منظومة القيم الدينية والأخلاقية والروحية المتجذرة في العالم منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، والتي فُطرت عليها البشرية وتنامت منذ القدم، ومخاطر الشذوذ الجنسي تتمثل في مخالفة الفطرة، ومعارضة الحكمة الإلهية، وهي استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، وفيه إعراض عن آية وسنة من سنن الله عز وجل في الكون وهي سنة الزواج بين الذكر والأنثى،يقول الله عز وجل (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن عقوبة الشذوذ الجنسي ومخالفة الفطرة قاسية ورادعة، لبيان عظم وشناعة الجرم  (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ)
 
عمل الاعلام الشيطاني لتحويل الشذوذ من المعصية الى المرض في الماضي، ثم اصبح حق شخصي وحرية شخصية يجب الدفاع عن ممارسيها! ثم  انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التقنين والاعتراف والفرض  ومعاقبة كل من يعترض على ايدلوجيات المثلية المفروضة بالقوة، ففي عام 2015، أعلنت الولايات المتحدة قرار السماح بما يعرف بزواج المثليين، وعبر الرئيس باراك أوباما عن فرحته بالقرار، قائلا ان "الحب انتصر"، ووصل الأمر في عام 2019 الى إصدار قاض أميركي حكما بالسجن 15 عاما على رجل لأنه انتزع علما للمثليين عن باب كنيسة وأحرقه! 
 وفي سياق الدفاع عن المثليين وعن حقوقهم المزعومة، هناك حالة سعار اعلامي وترهيب لرافضي "التطبيع" المثلي، بل وصل في الغرب نفسه لحالات غرائبية، مثل الهجوم على السباحة البريطانية السابقة شارون ديفيز، التي حققت بمسيرتها ميداليات أولمبية، بسبب مطالبتها بمنع اللاعبات الرياضيات المتحولات جنسياً من المشاركة في منافسات النساء الرياضية "لحماية الرياضة النسوية"، فلاعبة الدراجات" المتحولة جنسياً" رايتشل ماكينن قالت إن ديفيز "معادية للمتحولين جنسياً"، وتنشر" حديثاً يحض على الكراهية"!
وهذا الأمر الذي تنتظم من خلاله جهود تلك الوسائط في تقديم فكرة "المثلية" بوصفها "حقاً إنسانياً"، وتقديم رافضيها باعتبارهم" رجعيين ولا يحترمون حقوق الإنسان"!
 وحتى لا ننسى فإن دولا وحكومات ومنظمات حقوقية ومجتمعا مدنيا تضغط على كل الدول التى تتخذ إجراءات مشددة ضد المثليين، هؤلاء المثليون صار لهم جماعات ضغط قوية جدا فى العديد من البلدان الغربية، ووصلوا إلى مناصب وأماكن حساسة جدا، وصارت لهم كلمة مسموعة فى السياسات الدولية والمعونات الاقتصادية


ان مكافحة آفة المثلية صارت حاجه ملحة والزامية للمجتمعات المتدينة والمحافظة و  بحاجة إلى تضافر الجهود الدينية والرسمية والأهلية، وذلك من أجل بيان الجرم الذي يرتكبه المثليون ومن يدافعون عنهم، لأن ما يقومون به يمثل خطرًا على المجتمعات وعلى مستقبل البشرية، الإعلام والثقافة مسئولان أيضا، لأنهما لم يقدما بدائل للهجمة الشرسه من الإباحية والشذوذ الجنسي اللذين يحاول لوبي المثلية فرضهما على العالم بشتى الوسائل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170395
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13