افتتاح وحدة قرآنية نسوية من قبل قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابع للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وبمباركة متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وفي يوم ولادة مولاتنا الزهراء (عليها السلام) في 20 جمادى الآخرة 1440 هجرية، يعني اقتران هذه المناسبة المباركة بالمفهوم القرآني المبارك وسعيا لنوال البركتين معاً، ومن أجل تسليط الضوء على نشاطات هذه الوحدة الفتية، التقينا بمسؤولة الوحدة العلوية فاطمة الموسوي فقالت:
ضمن التخطيط المسبق الذي نعمل عليه وزعنا النشاطات على أربعة محاور: المحور الإلكتروني، المحور المباشر، والمحور الكتبي، والمحور الميداني.
(المحور الكتبي): منشورات تابعة لكل مناسبة مثل ولادات الأئمة (عليهم السلام) او ذكرى متعلقة بالقرآن الكريم مثل: المبعث النبوي او نزول سورة (هل أتى) فلكل مناسبة لدينا منشور يعطي نبذة مختصرة عن المناسبة أو تصحيح بعض المعلومات عنها أو عن صاحب المناسبة، مثلاً في ذكرى ولادة النبي (ص) نسلط الضوء على ما ذكر في الكتب الأكاديمية التي تذكر أن النبي أمي بمعنى انه لا يعرف القراءة والكتابة، بينما سُمّي الأمي نسبة الى مدينة (أم القرى)، والعمل على زيادة الوعي الديني النسوي وارتباطهن بالقرآن الكريم؛ كي لا نصل الى مرحلة التصحر،
ولذلك نحن نعمل هذه المساحة من الثقافة القرآنية، ونحرص على تفعيل دور القرآن في حياتنا والاستفادة من كل ما موجود في القرآن الكريم؛ لأنه دستورنا الذي أنزله الله سبحانه وتعالى علينا الذي يختلف عن بقية الدساتير الأخرى، انه خالد منذ نزول القرآن الى يوم القيامة.
المحور المباشر: وفي هذا المحور يتم تعليم الزائرات سورة الفاتحة والتوحيد داخل الحرم، وبعد خمسة أيام من فتح الوحدة في الذكرى الميمونة لولادة الزهراء (عليها السلام) لاحظنا أن هناك أخطاء في قراءة سورة التوحيد والفاتحة، وكما نعلم أن الصلاة قائمة على قراءة الفاتحة (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) فارتأينا أن نبدأ أول منشوراتنا ضمن النشاط الكتبي بإعداد بروشور بيّنا فيه أهم الأخطاء الواردة في قراءة سورة الفاتحة، مع توضيح التصحيح لتلك الكلمات؛ ليصبح عملنا هو تصحيح القراءة للزائرة، واعطائها هذا البروشور.
فيما بعد لاحظنا ان بعض القارئات للقرآن الكريم يلفظن بعض الكلمات بصورة خاطئة، لذلك عندما نهيئ للاختبار المقدم للمبلغات في وحدة التبليغ قبل شهر رمضان نختار أصعب الكلمات لفظاً في القرآن الكريم وعلى هذا الأساس انبثقت فكرة إعداد كتاب (الإمعان في قراءة ألفاظ القرآن) يحوي على اصعب الكلمات لفظاً في القرآن ضمن جدول يحوي الآية والاشتباه مع تفكيك الكلمة التي يشتبه بها.
اما (خير الزاد) فهو النشاط الكتبي الثالث، وهو عبارة عن ختمة قرآن يومية يشارك فيها أكثر من مئتي قارئة في نفس الوقت تكون مهداة الى المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) والمستفيدة تكون قد حصلت على ختمة كاملة خلال ستة أشهر بقراءة صفحتين في اليوم فقط، الغرض منها هو تسهيل الأمر على المرأة العاملة وربة المنزل المنهمكة بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء التي لا تجد الوقت الكافي للقراءة الهدف هو تعويدهن على قراءة القرآن والاستمرار فيه؛ لأن تعويد الانسان على أمر ما لمدة أربعين يوماً يجعل هذا الأمر من الملكات التي لا يستطيع تركها، وبذلك نحن ربطنا القارئة بالمولى ابي الفضل (سلام الله عليه) أولاً وثانياً يكون حافزاً لها بأنها ان لم تقرأ المقرر لها من الختمة سوف لن تكتمل، الختمة الأولى أطلقناها في 9 ربيع الأول في يوم تتويج الإمام الحجة (عليه السلام)، أما الختمة الثانية أطلقناها في يوم ولادة الزهراء (عليها السلام).
ستكون الختمات القادمة إن شاء الله الكترونية ضمن تطبيق خاص بالوحدة يحمّل على أجهزة الموبايل سنعلن عنه قريباً ليتمكن الجميع من الاستفادة منه.
هذه الأفكار جميعها تنبع من اسئلة الزائرات واحتياجاتهم، لذا كان لنا كتيب ثالث بعنوان (مصائد الشيطان) هو عبارة عن قراءة دينية لمعنى الوسواس مع توضيح أسبابه وعلاجه الذي يكون من القرآن الكريم.
لدينا ايضاً منشورات خاصة في زيارة الأربعين عبارة عن محاضرات معدة قصيرة نناقش فيها الزائرات؛ لأنه الاسلوب الأنجع لإيصال المعلومة لذلك نسأل الزائرة عن الرقم الذي تختاره لتخرج لها آية معينة التي سبق واعددنا عنها محاضرة مثلا آية «وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا» {النساء/124} التي تبين انه لا يوجد فرق بين عمل الرجل والمرأة عند الله سبحانه وتعالى، فهو يتقبل من الرجل كما يتقبل من المرأة.
أما المحور الثالث: هو النشاطات الميدانية في شهر رمضان التي يطلق عليها (محافل نور الكفيل) ضمت حوالي 40 محفلاً في العام الفائت موزعاً على أحياء كربلاء، كل محفل له عدد معين بعد أن أطلقنا الفكرة في منتصف شهر شعبان، ليبدأ التسجيل حتى الأول من شهر رمضان.
وقد ضمّ محافل المحافظات الاخرى وذلك بزيارتهم واعطائهم الهدايا والتبرك من ضريح المولى ابي الفضل (عليه السلام) مع اعطاء اسم لكل محفل وبعد ذلك ندعوهم وتكون دعوتهم إما في مضيف العتبة المقدسة او في مركز الصديقة الطاهرة، وفي مركز الصديقة كانت لنا برنامج بفقرات عدة منها:
اولاً: نبين الغاية من هذا التجمع، ثانياً: نوضح ان اهتمامنا بالقرآن لابد ان يكون عملاً وأسلوباً وتدبراً بعد ذلك كل مسؤولة محفل تتكلم عن اسم محفلها وعدد المشتركات فيه ومتى افتتح وما هي ابرز انشطتهم بعد ذلك نصلي بهن جماعة بعدها يتناولون وجبة الافطار ويرجعون الى محل سكناهم بواسطة مركبات العتبة، أما الفائدة التي حصلنا عليها من هذه المحافل ببركة القرآن وأبي الفضل (عليه السلام) وشهر رمضان هي اننا استطعنا ان نحقق جزءاً بسيطاً من هدف القرآن ألا وهو أن الانسان يعيش مع اخيه الانسان بكل احترام وبكل ادب لا يعتدي عليه ولا يأخذ حقه ولا يظلمه.
المحور الرابع: الدروس الإلكترونية
تقسم الدروس الى قسمين:
القسم الأول اسمه (ام ابيها) وهو مخصص للشابات ومتوسطات العمر، هذا بدوره متفرع الى ثلاث مجاميع للسيطرة على الأعداد الكبيرة المشاركة؛ لأنهم يحتاجون الى تسميع وتصحيح قراءة، أما التي لا تتفاعل فنستبعدها من الدروس، لكل مجموعة توجد مشرفة تستلم الدروس من المشاركة بعد ذلك تجمع المشرفات الثلاث الدروس ويرسلنها لنا في يوم واحد والآن أعددنا لهن برنامج للمراجعة لكل السور المحفوظة كذلك نقدم لهن استبانة في نهاية الامتحان لنتعرف على حجم الاستفادة وكانت النتيجة جيدة جداً، علماً ان هناك مشتركات من خارج العراق مثل دول الخليج وامريكا.
الدرس عبارة عن حديث وبعده مادة تفسيرية حسب المقرر مثلاً في الآية: «مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا» ما معنى النسخ؟ وهذه الطريقة تجعل المعلومة تتركز في اذهان المشتركات في نفس الوقت سيساعدهن على حفظ الصفحة التي تحوي هذا التفسير ويكون ذلك بشكل مختصر، علماً أن المشتركات من مستويات مختلفة من ناحية التحصيل العلمي والأكاديمي، أيضاً نتطرق الى الأحكام الفقهية بعد ذلك نُعين مادة الحفظ ليرسلنها لنا كمقطع صوتي، كذلك يتلقين دروساً في احكام التلاوة هذا كله تمهيدي للامتحان التحريري الذي يجرى في العتبة.
أما الدرس الثاني فمخصص لفئة النساء الكبيرات في العمر (مجموعة فضة) يقام في العتبة، تتضمن الدروس المقدمة الى هذه الفئة أحكام التلاوة، والتفسير، ومواضيع اخلاقية، ومعلومات اسرية، ايضا يوجد امتحان ومسابقة، وتوجد ختمات للقرآن الكريم على قناة التلغرام.
يوجد ايضاً امتحان الكتروني مرة واحدة في الشهر وفي الوقت ذاته هناك مسابقة لزيادة المعلومات القرآنية والمعلومات العامة فضلاً عن اطلاق مسابقة في كل مناسبة دينية ففي ولادة الزهراء (عليها السلام) اطلقنا مسابقة تحمل عنوان (على خطى الزهراء عليها السلام) سواء كانت نثرا ام شعرا أم غيرها من فنون الكتابة، بعد ذلك نكافئ المتسابقة بهديتين: إحداهما مادية والاخرى معنوية، وذلك بكتابة اسمها ووضعه في شباك المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) وهذه كان لها تأثير كبير على المشتركات خاصة اللاتي يشتركن من المحافظات البعيدة.
اما درس الحضوري (درس الفواطم) الذي يقدم في العتبة يتضمن الحفظ ودرس التفكيك ودرس احكام التلاوة.
توجد لنا دورات لليافعات استمرت لمدة شهر، اربعة ايام بالأسبوع تضمنت دروسا ثقافية وقصصا فضلا عن دروس القرآن ودورات لمبلغات وحدة النشر تحمل عنوان (نور على نور).
- بعد الشرح المستنير عن النشاطات، نود ان نسأل عن هدف الوحدة القرآنية؟
مسؤولة الوحدة:ـ الهدف الحقيقي هو زيادة رقعة الاهتمام بقراءة القرآن أولاً والتدبر في آياته وترسيخ هذه المعلومات القرآنية في تعاملنا اليومي وتسليط الفكر على العمق القرآني الموجود بقوة في حياتنا، والاستفادة منه كونه هو الدستور ومرادنا أن تلجأ النساء إلى القرآن بدل أن يلجأن إلى بعض الأمور التي لا تزيد من ثقافتهن شيئاً؛ لأن الثقافة القرآنية هي الثقافة الشاملة العامة المفروض على كل رجل وكل امرأة أن يتسلحوا بها يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم» لكن مع الأسف الذي يحدث الآن أن غير المسلمين يأخذون به وتركناه نحن، فكل هذه المشاكل والمعاناة التي وقعنا بها؛ هي بسبب تركنا القرآن وترك سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، أخذنا القرآن مثل ما أخذه بعضنا مثلا في ساعة عقد القران للمرأة فإنها تفتحه لتتبرك به، أو عندما يولد الطفل يفتحون له القرآن لاختيار اسم له أو وضعه في السيارة لحفظها وحفظ صاحبها أو نستعين به للاستخارة بهذا حجّمنا القرآن وظلمناه لينطبق علينا قول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام): «ثَلَاثَةٌ يَشْكُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَسْجِدٌ خَرَابٌ لَا يُصَلِّي فِيهِ أَهْلُهُ، وَعَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ، وَمُصْحَفٌ» أي: مصحف مغلق قد وقع عليه غبار لا يٌقرأ فيه.
بعضهم يقول هجر القرآن يعني يُعرض الانسان عن قراءته، وعدم العمل به وبعضهم يقول عدم العمل به فقط، ونحن في كل الأحوال يشملنا نوعاً من الهجر، لذا نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا؛ لنكون من خدمة القرآن؛ لننفع به مجتمعنا وخاصة النساء المؤمنات بوسائل شتى.
- معلومة نود أن نكسبها ونثقف لها في نفس الوقت، هو أين موقع الوحدة القرآنية المكاني، وما هي الاعمار التي تستقطبها الوحدة، وطموحاتها؟
مسؤولة الوحدة:ـ الوحدة القرآنية موجودة داخل حرم المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) من جهة باب العلقمي يميناً.
والاعمار التي نستقطبها بحسب كل نشاط ومتطلباته العمرية مثلاً الدورة الصيفية لفئة اليافعات، حالياً الدروس المقدمة لكبار السن والشابات وجميع الأعمار ولدينا درس للحافظات شرط ان يكون للشابات حصراً من عمر 18 الى 32.
أما الطموح الذي تسألين عنه، فنحن نحلم ان يكون في كل بيت قارئة او حافظة قرآن او مفسرة قرآن، نأمل من الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا ويتقبل منا ونكون من خدمة القرآن.
- والتقينا بالمعلمة عذراء مهدي وسألناها عن عملها:
المعلمة:ـ أعمل داخل العتبة العباسية في قسم الشؤون الفكرية، شعبة التوجيه الديني (القرآنية):
1- مدرسة أحكام التلاوة وذلك يوم الجمعة (للأكاديميات) حصراً، التي تتضمن أيضاً دروس الحفظ مع التفسير.
2- مدرسة أحكام تلاوة فقط وذلك يوم السبت لقارئات في محافل مع معلمات حوزويات.
3- جمع مصادر لبحوث دورية حسب المناسبات الدينية.
4- ترتيب الدرس الإلكتروني الخاص بطالبات المحافظات داخل العراق وخارجه.
5- عمل ختومات قرآنية مع أدعية دورية وحسب المناسبات لكافة الزائرين الوافدين إلى حضرة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
6- تصحيح قراءة الزائرات لسورة الفاتحة والتوحيد يوميا.
7- تصحيح بصمات الحفظ للدرس الإلكتروني مع إعطاء ملاحظات عن القراءة للطالبات.
صدى الروضتين تتمنى لكم التوفيق والنجاح والسداد في هذا المسعى المبارك.
|