• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المهدوية ويا لثارات الحسين عليه السلام) .

المهدوية ويا لثارات الحسين عليه السلام)

  للقراءات المهدوية طعم خاص، حيث تميل مواضيعها الى المعالجة الفكرية؛ كون أغلب تلك المفاهيم تعاشقت وتوالدت مناهج تأويلية متنوعة، ومن أهم تلك المفاهيم هي (ثارات الحسين)، هل لثارات الحسين مساحة في حركة حفيده المهدي (عجل الله فرجه الشريف)؟ وما مقدار هذه المساحة؟ وكيف تكون طريقة أخذ الثأر؟ وأحزن فعلاً حين أرى تفسيرات المدرسة الظاهراتية التي ترى أن الثأر ذبح في الذراري، ويؤولون بعض الأحاديث المروية عن الثارات، ليؤكدوا مزاعم الوهابية بأن الثأر يعني ذبح الذراري في مفهوم إشكالية الثأر للشيخ محمد رضا الساعدي، بينما مفهوم الثارات عند مجموعة من العلماء ومنهم العلامة السيد منير الخباز.
 وقبل الدحول الى مفهوم الثارات قررنا أن ندخل الى مفهوم الثورة أولاً، فهناك ثورة انفعالية وهي من الثورات التي تحدث نتيجة الضغوط المتراكمة، فلذلك يتولد انفجار في الوضع الاجتماعي قد يؤدي الى ثورة انفعالية، المنطق الديالكتي الماركسي يركز على الثورات الانفعالية، اذا احتدم الصراع الطبقي سينفجر الوضع الاجتماعي نتيجة حتمية الثورة الانفعالية تؤدي الى تأميم الثروات والملكية المشتركة، بينما المنطق الإسلامي يركز على الثورة الفاعلة التي لا تنشأ من حركة عاطفية ولا هب منسجمة مع العقل الجمعي لم يفرض على أصحابه الثورة، بل كان يخيرهم على البقاء او الرحيل.
 عقلية السيد منير الخباز عقلية فاعلة نستطيع أن نستند عليها في فهم قضية يا لثارات الحسين، هو يرى أولاً علينا فهم منطلقات الثورة الحسينية، بعضهم يعد رفض البيعة ليزيد احد منطلقات الثورة ورسائل أهل الكوفة، وهذا تحليل غير صائب مع وجوده؛ كونها حركة اصلاح سواء عُرضت عليه البيعة أم لم تُعرض، فانه سينطلق بحركته. ثورة الحسين (عليه السلام) ثورة روحية وليست ثورة عسكرية، هدف الثورة ايقاظ إرادة الامة، وكذلك ثورة المهدي المنتظر هي ثورة روحية، قال النبي (ص): «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً»، لم يقل يملأ الأرض قتلى، أو يملأ الأرض بالسلاح أو يملأ الأرض بالجنود، بل قال قسطاً وعدلاً. ثورة المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ثورة روحية وليست ثورة عسكرية، ثورته وثورة الحسين (عليه السلام) هما ثورتا العدل، والقانون العادل هو الهدف الذي ركزا عليه، وهذا الهدف هو هدف المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، فاذا خرج رفع الراية مكتوباً عليها (يا لثارات الحسين)، فهي ليست ثارات شخصية أو ثارات انتقامية او ثارات دموية، ليس الحسين ثائرا شخصيا وليس الحسين ثائرا قبليا، ولا ثائرا طائفيا، كما يحاول بعضهم أن يقوقع حركة الحسين في الطائفة الامامية.
 الحسين ثائر لله تعالى (يا ثار الله وابن ثاره) الثأر الحقيقي هو تحقيق الأهداف، أن نحقق أهداف ومبادئ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، أن نفعّل مادتها وليس ثأرها الشخصي، (يا لثارات الحسين) يعني يا لأهداف الحسين، يا لمبادئ الحسين التي نادى بها وضحّى وبذل النفس من اجلها، وبهذا المعنى اكتفيت.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13