هل جربت أن تخطط وتنظم لأمور حياتك؟
بالحقيقة نحن أبناء بيئة لا تهتم كثيراً بالتنظيم أو التخطيط، بيئة عشوائية أو لعل بعضهم يتذرع  بترك الأمور على أعنتها..!
 أول من علمنا التخطيط نبي الله يوسف (عليه السلام) حيث قال تعالى: «قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» [سورة يوسف: 49].
إنها خطة أمدها خمسة عشر عاماً بهدف بعيد المدى، نستطيع الآن أن نعرف التخطيط الاستراتيجي الشخصي على أنه محاولة جادة وواعية لتنظيم الأمور الشخصية على الورق، أو هو فن الخطأ على الورق لا على أرض الواقع والتجربة، وكذلك يعرف باختصار أنه عملية بناء المستقبل المشرق في الأذهان، ووضع الإجراءات العملية لتحقيقه .
 وكقصة رمزية عن أهمية مبدأ التخطيط، يروى أن هنالك جزيرة لها مملكة خاصة بها، عبارة عن قطعتين الأولى مأهولة وعامرة بالسكان، والثانية موحشة متروكة لا تصلح للعيش وغير مزروعة، كان على ظهر الجزيرة قانون غريب هو أن كل حاكم يحكمها عاماً واحداً فقط، يكرم ويرفه في ذلك العام، وبانقضائه ينفى الى الجزيرة الموحشة .
وهكذا استمر الحال على أرض تلك الجزيرة حتى جاء احد الحاكمين، وتطلع على الحال، وأول ما عمله في عامه الأول زيارة الجزيرة المنفية، حيث وجد ارضاً صخرية وعظاماً من سبقوه في الحكم، هنا قرر شيئاً مختلفاً وخططاً جيدة، وأمر حاشيته بالبدء بزرع هذه الجزيرة، ونقلوا لها ما يحتاجونه من تراب وزرع، ثم أنشأ مباني، وعمد إلى توفير كل الخدمات الحياتية فيها وبعد انقضاء العام الأول كانت الجزيرة الثانية مؤهلة للحياة، وبهذا انتقل من ملك إلى آخر؛ بسبب انه فكر عملياً، وخطط للمستقبل برؤية بعيدة وهادفة.
رمزية هذه القصة تتجلى في أهمية وضع خطة مناسبة لتحقيق طموح الفرد، وأن لا تترك الأمور على غير هدى خاصة، وأن العمر محدود، والحياة قصيرة، علينا المحافظة على كل جزئية من الوقت عبر التخطيط الفعال.
وللتخطيط الفعال قوانين أربعة: أولها قانون الأحجار الكبيرة والذي يعني وضع الأولويات حسب أكثرها قيمة وأثراً، والعمل على عدم تراكم التفاصيل؛ لأنها تحتل الوقت ذاته .
ثانياً: استخدام كلمة (لا) في قاموس الحياة، فليست كل الأشياء أو الأشخاص يستحقون وقتنا الثمين.
ثالثاً: قانون (استبقْ)، ومعناها (امضِ)، فالوقت يجري أسرع مما تظن، بادر بالمهام قبل حلول وقتها.
رابعاً: قانون الموعد المحدد، أي خصص وضع موعداً نهائياً لإنجاز العمل، فالجدول الزمني المفتوح يُخسرك الكثير.
نتمنى أن تتحفزوا للتخطيط بأكثر عزماً وإرادة؛ لأنه سبيل النجاح والنماء، ومن الله التوفيق.