إلَى مَنْ ترعرت بجوارها، وملأت أنفاسي رَائِحَة عطرها المَمْزُوجَة بِرَائِحَة كَرْبَلاء..
إلَى مَنْ كُنْتُ أتنسم أَرِيج الْوَلَاء وَالصَّبْر مِنْ حَرَمِهَا الْمُطَهِّر..
ذَاك الصَّبْرُ الذِي عَجَزَ عن وَصْفِه أَعْظَم الشُّعَرَاء..
فَكَانَت مَرْكَز الْقُوَّة في القلوب، لتستطيع السَّيْرِ فِي محطات هَذِهِ الحَيَاةَ
فَكَانَت المُلْجَأ وَالْأَمَان لِكُلّ مِنْ ضَاعَ فِي متاهات الدُّنْيَا وَكَانَت النَّجَاة
وكَانَت الْمَلَاذ الآَمن الوَحِيد فِي حَيِّنَا تحتوى الْقُلُوب المتعبة مِنْ جَوْرِ الْأَيَّام
هِي ولازالت ذَاك الْعَطَاء الذِي لا ينفد، والمدد الْمُهْدَى إلَيْنَا مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ، لِتَسْتَرِيح قُلُوبنَا المنهكة فتحوم حَوْل حَرَّمهَا الْمُبَارَك راجية الْفَرْج والفكاك مِمَّا أَلَمَّ بِهَا كَيْفَ لَا..؟
وَهِي صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهَا عَقِيلَة حَيْدَر الْكُرّار وَفَاطِمَة الزَّهْرَاء وَأُخْت الحسنين عَلَيْهِمْ جَمِيعًا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ
وَلِمَ لَا..؟ وَهِيَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ السَّمَاء
يَا لائماً لا تلم عشقنا لِزَيْنَب الحَوْرَاء
فَشَاءَت الْأَقْدَار وَعَقَد الْقَرَار بِأَن تُغْلِق أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ فِي وُجُوهِ عشاقها الْمُخْلِصِين ومحبيها فَأَيُّ قَدْرٍ ذَاكَ وَأَيّ قَرَار كَان..؟
كَالسّهْم الذِي قَتَلَ لَهَا إمَامًا وَأَخًا وعزيزا فِي كَرْبَلاء
كَانَ وَقْعَة فِي نُفُوسِنَا أَسال دُموعُنا دُمُوع الْحُنَيْن لزيارتها (عليها السلام)
نَعَم فَقَط لزيارتها وَلاِرْتِوَاء قُلُوبِنَا الْعَطْشَى مِنْ جَمْرِ قَلْبهَا
عُذْرًا مَوْلاتِي لَمْ يَعْرِفُوا أَنَّكُم علاج لكل داء
عُذْرًا نُور عُيُونِي وَكَيْفَ يَكُونُ النُّورُ وَالْبُعْد عَنْكُم ظَلَام
مَوْلاتِي اشْتَدَّ بِنَا الْحُنَيْن وَالشَّوْق
ولا نملك إلَّا الدُّعَاء وَالِاعْتِذَار..
فاقبلي سيدتي مِنِّي رِسَالَة اعْتِذَار..
|