• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بمناسبة يوم الأب: الأباء في القرآن الكريم والسنة .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

بمناسبة يوم الأب: الأباء في القرآن الكريم والسنة

قال الله عز وجل بشأن الاحسان والرحمة والدعاء من الابناء الى والديهما "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)" (الاسراء 23-25) الاحسان الذي هو اعلى من الصدقة الى الوالدين في قضاء الله سبحانه بعد عبادته عز وجل. وقد ورد ان الاحسان الى الوالدين يطيل العمر ويزيد الرزق ويدفع البلاء. وعدم نهر الابن لوالديه لأن ذلك يؤذيه. والوالدان عند الكبر رعايتهما تزداد من قبل الأولاد مما في عمر أصغر. فعند طلب حاجة مثل حاجة السكن فعلى الولد توفير سكن لوالديه وعدم تركهما في دور كبار السن التي لا تليق بهما. ورد أن "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ" (الإسراء 24) تعني التواضع لهما وعدم إظهار تفوقك عليهما من واقع الرحمة وليس تصنعا "مِنَ الرَّحْمَةِ" والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة "وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" (الإسراء 24) وذلك جزاء التربية التي لا تكتمل إلا بصرف المال ومتابعة الأبناء منذ صغرهم. فعندما يتعامل الابن مع والديه معاملة مخالفة لما ارادها رب العباد فعليه بالمغفرة "لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا" ليكون شخصا صالحا "إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ" (الاسراء 25).

وبر الوالدين من افعال الانبياء حيث قال الله تعالى بشأن النبي يحيى عليه السلام "وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا" (مريم 14) وكذلك نبي الله عيسى عليه السلام "وَبَرًا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيّ" (مريم 29).

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث له (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) ويتضح ان دعوة الولد الصالح لابيه لها الاهمية الثانية بعد موت الاب في حصول الثواب للميت بعد علم له ينتفع به. لذلك فتربية الأب لولد صالح ينفعه بعد موته.

ان على الآباء عدم تعنيف الأبناء الأطفال عند الخطأ وإنما بتوضيح الخطأ ونتائجه، وأن لا نخطأ في تصرفاتنا امام الاطفال لان ذلك سيؤثر عليهم سلبيا. ونجعل للطفل شخصية يستطيع الحديث مع الكبار بدون خوف او تردد. وأن يعرض مشاكله أمام أهله ليجد حلا لها بدل نهره عما يفعل حد العنف. وعدم التمييز او تفضيل احد على اخر بين الطفل الذكر والانثى فإنهما متساويان من حيث الحلال والحرام. قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (اعدلوا بين أولادكم). وجاء في الحديث النبوي: أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم. والعفو من شيم الرجال وهكذا على الاباء العفو عن ابنائهم وارشادهم على الطريق الصحيح بالتي هي أحسن.

و الائمة عليهم السلام هم ورثة علم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، لذلك جاء في الحديث الشريف (يا علي انا وانت ابوا هذه الامة). فكما أن عالم الدين المسيحي يسمى أب فان علماء الدين المسلمين هم الآباء الروحيين للامة، فموت الاب الوالد يحزن الابناء فان موت الأب الروحي لا يقل حزنا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169799
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12