
اصرّ القرآن وتبعهُ المسلمون في قول واحد على أن يسوع المسيح لم يُصلب بل حلّ شخص آخر مكانه وهو (الشبيه) الذي قال عنه القرآن : (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
والقرآن عندما اطلق هذا الحكم فقد كان متأكدا من ذلك ، وقوله (بل شبّه لهم). فيه تحدي كبير، فإذا كان زعم القرآن بأن يسوع المسيح لم يُقتل ولم يُصلب ، بل أن هناك من حل مكانه وهو (الشبيه). فلماذا عجزت المسيحية ان تُقدّم دليلا يدحضون به قول القرآن؟ ها قد مضت اكثر من الف واربعمائة سنة على هذا التحدي والمسيحية عاجزة عن ذلك .
عجزهم دفعهم إلى تزوير الترجمة ، لأن النص الآرامي والعبري القديم يقول بأن الحقل الذي طُرحت فيه جثة يهوذا اسمه (حقل دماه). وليس (حقل الدم). لأن دماه في ا لعبرية تعني (الشبيه). ولذلك هم ارتبكوا جدا فزعموا بأن يهوذا انتحر بشنق نفسه . وقال بعضهم : أن يهوذا وقع على الأرض وانشق بطنه ومات فسُمي حقل الدم. ثم زعموا أن يهوذا اشترى الحقل ، ولكن غيرهم يقول بأن اليهود هم من اشترى الحقل. كل هذا الارتباك سببهُ هو أنهم قاموا بتحريف كلمة (دماه) إلى (دم).
والان تعالوا معي لنقارن الكلمتين هجائيا.
كلمة (الشبيه) بالعبرية تُكتب هكذا (דוֹמֶה).
اما كلمة (الدم) بالعبرية فتُكتب هكذا (הדם).
فهل القارئ الكريم لا يرى فرقا هجائيا في رسم الحروف؟
وفي النسخ الحالية فإن ترجمة كلمة (اشبهت قوق البرية.صرت مثل بومة الخرب ). فكلمة (اشبهت) تترجم إلى دماه في العبرية.
اما في اللغة اليونانية المعاصرة ليسوع المسيح في زمنه. فإن كلمة الشبيه تكتب هكذا
الشبيه : (παρόμοιος).
واما كلمة دم فتُكتب هكذا (το αίμα).
فهل هناك تقارب ولو صغير بين الكلمتين هجائيا.؟ كلا والف كلا. ودون ذلك تسلق هملايا.
فالعبرية كما هو شائع كانت لغة اليهود . واليونانية كان لغة الدولة الرسمية. وعندما صلبوا يسوع (الشبيه) كتبوا لافتة صغيرة فوق راسه بثلاث لغات كما يقول إنجيل يوحنا 19: 20( المكان الذي صلب فيه يسوع كان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية). وهذه هي لغات ذلك الزمان.
إذن نفهم من ذلك أن لغة زمان يسوع السائدة كان من بينها العبرانية واليونانية. وقد ترجمنا الكلمتين من الإنجيل القديم باللغة اليونانية والعبرية . وبذلك تتضح حقيقة مأساوية محزنة ، وهي انهم قاموا بترجمة الكلمة وتحريفها لكي تبعد الشبهة عن اليهود وتقوم بتبرأتهم من دم يسوع المسيح.
هذا الكلام شرحته في مؤتمر كنائس الشرق الأوسط في موضوع المؤتمر (يسوع مات من اجلنا)، فطردوني من المؤتمر.بحجة اني اقوم بالترويج للمسلمين. ولكن بعض الآباء المنصفين احتج على ذلك، وقال : ان ما تقوله السيدة آشوري صحيح، وقولها مستند على قواميس اللغة العبرية واليونانية، وأن يسوع المسيح اوصانا بأن نذكر الحقيقة فقال لنا (بالحقيقة تكونوا احرارا).
|