• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : إني أراهم مع الحسين (عليه السلام) .
                          • الكاتب : افياء الحسيني .

إني أراهم مع الحسين (عليه السلام)

 عند كل بلاء وكل محنةـ يتجسد الامام الحسين (عليه السلام) في بعض البشر، وتعود واقعة الطف من جديد، وها أنا أرى جيشاً أبيض يعيد مأساة تلك الملحمة، عين على الأهل والعيال، وعين على الاصحاب مع المحافظة على النفس بقدر المستطاع؛ لحماية الخيم ومن فيها، والعدو جاثم على انفاس الجميع، لاعقل له ولا ضمير، يأخذ الشاب والشيخ والصغير لا يفرق بين أحد منهم.
ها أنا أرى فيهم الحسين (عليه السلام) وهو يودع ابنته سكينة، وهي تقول له: أريد أن أودعك وداع اليتامى، وتلك ليلى تنظر الى فلذة كبدها وقمر لياليها علي الأكبر (عليه السلام)، وذانك حبيب وزهير، وأرى العباس (عليه السلام) يد تسقي وأخرى تقاتل، كلهم هنا، وان كان انتصار جيش الحسين بالشهادة في يوم واحد، وهؤلاء يكررون المعركة كل يوم، كأنهم لا يرضون إلا بالشهادة، لكن لطف الله كبير؛ لأنه يعلم أن لا طاقة لنا بتحمل ألم الموت كل يوم، أو أنه يعلم انه بذهابهم من هذه الدنيا سوف لن يكون لنا من يحل محلهم لنعيد الكرة ونقول: ألا من ناصر ينصرنا؟ 
أما نحن -الجالسين في البيوت- علينا جهاد من نوع آخر، جهادنا أن نسمع ونعقل ونختار لأنفسنا جبهة واحدة، إما أن نصدق أن الجيش الأبيض يدعو الى الحق، ملائكة الله في أرضه يحملون أفئدة ناصعة البياض، تعكس نور شمس المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيسستاني (دام ظله) ليتوشحوا برداء الورع والتبتل لأمرٍ إلهي، يحمل شعاراً حسينياً: (إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى)، نسانده ونقف الى جانبه؛ لدحر عدوه وعدونا بتطبيق التعاليم التي يقولها، أو أن نكون جهلة نصدق ادعاءات يزيد واعوانه، فنسير في الشوارع غير آبهين لخطورة الموقف، نؤذي أنفسنا وأهلنا والمحيطين بنا..! معادلة سهلة التطبيق على كل ذي لبّ، صعبة على من يسلم مصيره للأقاويل والاشاعات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169541
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13