المرجعية الدينية مقام رفيع وسلطة روحية عليا تحتل مكانة مرموقة في المذهب الإمامي، ولها نفوذ كبير في الأوساط الشعبية يجعلها احدى السلطات المهمة في قيادة الامة،وما يعطي المرجع سطوة على القلوب، وطاعة لدى الناس، تلك القداسة الدينية والروحية التي تحيط بهذا الموقع ذي الطابع الابوي، فهو يمثل الدرع الحصين، والكهف الذي تلجأ إليه القلوب عند الخطوب والمحن، إلى جانب الرجوع إليه في أمور الدين والدنيا.
إن مكمن القوة في المذهب الإمامي يتمثل في التفاف الشيعة الإمامية حول موقع المرجعية، إذ لا توجد قيادة إسلامية جماهيرية نافذة الكلمة في الملايين من المسلمين إلا قيادة المرجعية في صفوف الشيعة الإمامية، حيث إن لكلمتها الموقع الأول في التأثير، وسر هذه القوة؛ يعود لعدة مميزات تفردت بها هذه المؤسسة الدينيّة عن غيرها ومنها، لايشترط في مرجع التقليد عند الشيعة الإمامية أن ينحصر بقومية او جنسية او عائلة او نسب محدد، فلا يهم إن كانت مرجعية عربية أو أعجمية أو غير ذلك، بل يكون تشخيص المقامات العلمية والأعلمية بغض النظر عن الأعراق والجنسيات، فإن الإنسان الذي يفيد علماً ومعرفة هو أرقى من جنسيته وعرقه، والسبب الأخر والمهم هو استقلال المرجعية عن كافة الأجهزة الحكومية والحزبية والارتباطات بالدولة وهذا ما ساعد على زيادة الاعتقاد بها، والارتباط فيها، ولو كان مقام المرجعية منصباً حكومياً، أو خاضعاً للانتخاب الشعبي، أو مستنداً لقوة عسكرية، أو ثروة مالية، أو مرتكزاً على أبواق إعلامية، لما اكتسب هذه القداسة الفريدة التي تقتضي أن يضحي الملايين من الشيعة بأنفسهم، أو أولادهم، أو أموالهم، لمجرد كلمة يسطرها قلم المرجعية.
ولأن مقام المرجعيّة سر قوة المذهب الامامي، ورمز عظمته وشموخ كيانه وبنيانه؛ لذا دأب أعداء الدين والمذهب إلى الطعن في المرجعية، والتشكيك في قداستها ونزاهتها على مدى السنين الأخيرة؛ من أجل إسقاط موقعيتها في النفوس.
لذا علينا أن نحافظ على هذا المقام و عظمته وديمومته ليبقى المظلة والملاذ.

|