في ظل التطور التكنلوجي والحداثة، والموضة وماشابه ذلك فرق ظلت طريقها وهوت في ظلمات الجهل الدنيوي، معتقدة انها ثقافة وتطور حضاري
لمسنا ذلك في حفلات التخرج الصاخبة، التي تدعوا الى التعري والمجون، واطلاق الفاظ سيئة وارتداء الملابس التي لاتتناسب مع هكذا مناسبة وخاصة الازياء التنكرية والحركات والدبكات التي لاتتناسب مع اعرافنا المجتمعية، ولا مع طبيعة اخلاقنا ولا على ما تربينا عليه من قيم واخلاق وضوابط اجتماعية، ودينية.
ونرى من جانب اخر فرق هداها الله واسعدها فتمسكت، واعتصمت بأخلاق اهل البيت فرفعت رأسها واهلها، واساتذة جامعاتها فمثلتهم حق تمثيل، بالرقي وثوابت القيم والاخلاق،  فكانت حفلاتهم تسر الناظرين وتسعد القلوب;  فمنهم من احتفل عند مراقد الأئمة الاطهار( عليهم السلام) ومنهم  من ادى القسم عند ممثلي المراجع العظام.
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل الفرحة بختام اعوام الدراسة المكللة بالنجاح تختلف بأختلاف الاماكن، واختلاف ارتداء الملابس، والتصرفات؟
اكيد سوف يكون الجواب: (لا)، فالفرحة نفسها لاتختلف، اذن لماذا لانفرح بختام اعوامنا الدراسية، ونحن نرتدي ثوب الاحترام والتقدير، ونكون قدوة حسنة للاجيال التي تأتي بعدنا؟
نحن نأسف لوصول طلبتنا الى هكذا مستوى، يعيبه المجتمع مقارنة بحفلات التخرج فيما مضى، فأن اغلب حفلات التخرج كانت ضمن اعراف وتقاليد لاينكرها المجتمع، ولا يخجل منها.
ان هذه الحفلات غير اللائقة تدل على طمس الهوية الثقافية للشباب، وقد اشارت  اليها المرجعية الدينية العليا ونوهت عنها، وحثت فيها على بناء جيل عقائدي واع و رصين، كما اقام ممثلو المرجعية في كربلاء والنجف عدة حفلات لسن التكليف وللتخرج، عكست فيها الجانب التربوي والاخلاقي لمجتمعنا الاسلامي، ومشيرة فيها الى تفادي الهجمات الناعمة التي تستهدف الهوية الثقافية لبلدنا العراق.
فعلى طلبتنا الاعزاء ان يحذروا من عكس صورة العالم الافتراضي، في حفلاتهم فهي بيئة لا تعكس حالة الثقافة والرقي، وهي ارض رخوة هشة لايستطيع شبابنا الوقوف عليها، او الاستناد عليها، وان لا يروجوا لكل عادة او تصرف دخيل لايحترم العلم ولايقدره، وان يراعوا في تنظيم حفلاتهم الاعراف الدينية والمجتمعية كي لا يتعرضوا للاساءة من قبل الناس والمجتمع، وان يعكسوا صورة مشرقة جميلة لطلبة جامعاتنا ومعاهدنا.