• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بازار الحج التجاري .
                          • الكاتب : باسل عباس خضير .

بازار الحج التجاري

بعد أن توقفت مواسم الحج والتي اضطرت المملكة لجعل الحج مفتوحا بانتقاء للمواطنين والمقيمين داخل المملكة بدافع حفاظها على الصحة والحجاج وكما تم إعلانه للجميع  ، عاد موسم الحج لهذا العام بعدد يقل عن الأعداد التي كانت سائدة قبل الوباء ، مما يعني أن حصة الدول قد تقلصت للنصف تقريبا وهو أمر لم يثير استهجان أكثر الراغبين بالحج تقديرا منهم لخصوصية هذه الأعوام والحرص في الحصول على أفضل الخدمات بأمان صحي يقي الحجيج من ويلات الوباء ، باعتبار إن الحج هو تجمع بشري إسلامي يحضر فيه الحجاج من مختلف القوميات والبلدان ، وكما هو مألوف في العراق فان حصته من عدد الحجاج توزع بالطريقة التي تحددها هيئة الحج والعمرة عن طريق القرعة او من ( جوه العباء ) ، فليس كل الحجاج هم من أصحاب الحظ السعيد ممن يفوزون بالقرعة ، بدليل إن الكثير من المسؤولين في مختلف السلطات أصبحوا من الحجاج لمرة او أكثر بحصص لا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، وهي قضية معروفة وتمر كل عام بردود مشتركة خلاصتها حسبنا اله ونعم الوكيل .

ولان حصة العام الحالي تختلف عن بقية تلك الأعوام وفيها عودة ميمونة للحج بعد انقطاع لعامين ، ونظرا لتقليل الحصص عما كانت عليه فقد توقعنا بان يكون التوزيع أكثر عدالة من ذي قبل بإعطاء أولويات لمن فازوا بتلك القرعة التي جعلت البعض أمام احتمال الحصول على الحجة او الموت بنواياها وأمنياتها أمام الله ، ورغم إننا نجهل الكثير عن هذا الموضوع لأنه لم يعلن  بشكل واسع بوسائل الإعلام ، إلا إن ما يثير التساؤلات و( الاشمئزاز ) هي تلك الإعلانات التي تبثها شركات الحج والعمرة بوسائل التواصل الاجتماعي او غيرها ليل نهار والتي تروج للحج التجاري بمبالغ متفاوتة لا تقل للشخص الواحد عن 12 ألف دولار ، فالأمر الأول الذي يثير التساؤل هو هل إن مقاعد الحج التجاري هي من ضمن حصة العراق او هي من دولة المنشأ التي تحدد عدد الحجاج ، والسؤال الآخر هو عن مدى شرعية ومشروعية التنافس على واحد من أركان الإسلام ( الحج ) استنادا لما يملك الفرد من أموال وليس من نواياه في أداء هذه الفريضة قبل تقادم العمر ، فحج هذا العام اشترطوا له عمرا لا يتجاوز 65 عام .

والغريب في هذا الموضوع إن الشركات تتنافس فيما بينها على أساس الأسعار وفي تقديم الرفاهية بما يجعل الحج ( VIP ) ، ووجه النقد لها إنها تتم في موسم تم فيه تقليص العدد مما يعطي أسبقية لمن لديهم قدرات على الدفع وكان الحج متعة تشترى بالدولار ، وكما هو معروف فان الحج كفريضة متاحة لكل المسلمين لمن استطاع إليه سبيلا ، والمألوف انه كان متاحا لمن تنطبق عليهم الشروط بالطريقة الاقتصادية ( البري ) او جوا وحسب القدرة في دفع  تكاليف ، ولا نريد الخوض في التفاصيل الشرعية والدستورية التي تؤمن بتكافؤ الفرص بما في ذلك الحج ، ولكنا بحاجة إلى توضيح عن أسباب انتشار الحج التجاري بشكله الواسع هذا العام ، آخذين بنظر الاعتبار إن الترويج للحج التجاري ينطوي على استفزاز لمشاعر من ادخر أموالا للحج عبر سنوات طوال رغبة منهم بملاقاة الله وقد أدوا هذا المنسك بمالهم الحلال ، نسال الله أن يهدي من يعنيهم الأمر لجعل الحج بالعدل وان يكون تمييزه لليتامى والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة ، بدلا من إدخال الحج في بازار الدفاتر والشدات  ، وفي كل الأحوال فان قبول الحج أمرا متروك لله وعليه توكلنا وبه نستعين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14