• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المدرسة الجعفرية ومؤسسها في سطور .
                          • الكاتب : حنان محمد البدري .

المدرسة الجعفرية ومؤسسها في سطور

 


تَمرُّ علينا هذه الأيام، ذكرى إستشهاد عظيم زمانه، مؤسس أكبر مدرسة فقهية في تاريخ الأسلام، والذي ارتوى من بحر علومه الآف الطلاب، فتعلموا على يدهِ مختلف العلوم: الفقهية، والقرآنية، وحكمة الوجود، والطب، والكيمياء؛ أمثال أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وجابر بن حيان، ويحيى بن سعيد، وزرارة بن أعين، وهشام بن عبد الملك، وأبان بن تغلب، إنه صادق آل محمد  (عليه السلام) الذي اهتم بنشر نور العلم في العالم الأسلامي والعالم الأنساني؛ ليبني بحق الأنسان بناءاً رصيناً، وقد ساعده على ذلك أنشغال الدولة العباسية بملاحقة بقايا الدولة الأموية، فأستثمر الأمام تلك الفرصة؛ لنشر علوم اجداده، بعيداً عن متابعة الدولة العباسية؛ مما جعل العلماء حينها، يلتفون حوله دون خوف، فأخذوا يقبلون عليه من جميع أقطار المعمورة؛ للأنتهال من علوم ال البيت (عليهم السلام) من موردهم العذب.

استطاع الامام الصادق (عليه السلام) من اكمال تأسيس اكبر جامعة للعلوم، وهي التي تأسست على يد الأمام زين العابدين (عليه السلام)، ونهض بها الامام الباقر (عليه السلام)، حتى بلغت ذروة المجد، وازدهرت ازدهاراً كبيراً في عهد الامام الصادق (صلوات الله عليه)؛ ليكون محور هذه الجامعة، بشخصيته العلمية الفذة، التي استقت علومها من الوحي والنبوة، وقد روي عنه (عليه السلام) أنه قال: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام, وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وحديث رسول الله قول الله عزَّ وجلَّ".

أخذ الامام الصادق ع على عاتقه، ايصال النقاء العقدي للمسلم، ومحاربة الإرهاب الفكري، الذي اعتراه، وسيعتريه في المستقبل، فقد وفر في جامعته، كل العلوم التي يحتاجها الأنسان، والتي تضمن اثبات بطلان افكار، وأراء التيارات الفكرية المنحرفة، بدلالة العقل الأنساني قبل الأدلة النصية، فقد تصدى (عليه السلام) للتيارات الفكرية المنحرفة، ولا سيما تلك التي تضرب بإنحرافها العمق الديني،  سواء عقائديا: (كالجبر، والتفويض ) حيث صرح (لاجبر ولاتفويض بل أمر بين امرين) أو افكار الالحاد، والزندقة، والأنعزال أو كان فقهياً: كالقياس بالرأي، وأبطل بذلك جميع اراء المنظرين لهذه التيارات الفكرية المنحرفة، كما استطاع (صلوات الله عليه) تعزيز بناء الإيمان، وعلاقة الأخوة، والمحبة، والود بين المؤمنين، وتفعيل لغة الأخلاق الحسنة في الخطاب الإنساني.

لم يستمر هذا الحال طويلاً، فبعد استقرار الدولة العباسية، وتمكنها من تصفية خصومها، بدأ المنصور الدوانيقي من تضييق الخناق عليه، ورصد كل تحركاته، واخذ بالبحث عن فرصة وذريعة لقتله؛ حتى أنه استدعاه عدة مرات من مدينة جده إلى الكوفة لقتله، لم يراعي منزلته العظيمة؛ وكونه من اولياء الله، ولم يشفق على نحوله بسبب عبادته، ولا بياض شعره، لكن كانت تظهر من الأمام آيات، ومعجزات تمنعه عن  الأقدام على جريمته.

في نهاية الأمر، ارسل الدوانيقي (عليه لعائن الله)، إلى الإمام سماً، واجبره على شربه، فأستشهد (سلام الله عليه) مظلوماً، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر شوال، وقيل ايضاً في منتصف رجب سنة 148 للهجرة، ودفن في بقيع الغرقد بجانب أبيه الامام الباقر، وجده الامام زين العابدين، وجده الحسن المجتبى، (صلوات الله عليهم اجمعين).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169059
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12