• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : موانع الهداية  .

موانع الهداية 

الظلم: سبب رئيسي إلى منع الهداية، وحرمان الإنسان من الهداية في كل الأمور، لاسيما إلى منازل الكمالات العالية، حيث هو الإنسان أوجد سدّ هذا الباب على نفسه: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» {الأحقاف/10}، إذن، الذي يصل إلى الحضرة المقدسة ويتمثل بين يدي الحق سبحانه وتعالى، ويطلب الهداية، إذا كان ظالماً لأسرته، أو لأقرانه، أو لنفسه كيف يتحقق له قبول هذا الطلب وتصح هدايته؟
 إذن، عندما يريد الإنسان أن يجني الثمار من هذا السفر الروحاني، عليه أن يكون مستعداً منزهاً، ولا يسد عليه أبواب قبول الهداية، فإن الظلم يحرم الإنسان الهداية، والظلم له أنواع عدة، لا سبيل لحصرها، تُعرف من خلال التعايش اليومي.
 -الفسق: وهو الخروج من الطاعة والامتثال إلى الله، أي فسق من الأوامر الإلهية، فهو أيضاً قد سدّ على نفسه طريق الهداية، سواء الخير في الدنيا، أو الآخرة، كما في قوله تعالى: «وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» {المائدة/108} حيث أن هذا الفسق سدّ طريق الهداية على نفسه، فهي من الموانع التي يرجع بسببها المصلي خائباً غير مفلح، ولم يحقق في سفره النتيجة المرجوة؛ وذلك بسبب فسقه وخروجه من طاعة الأوامر المولوية. 
- الإسراف: وهو أيضاً من أسباب حرمان الهداية، كما في قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ» {غافر/28}، فهي تشير إلى هذه الصفة التي حذّر منها المولى (عزّ وجل) واعتبر أن المبذرين إخوان الشياطين. 
- الكذب: من الأسباب المؤدية إلى حرمان الهداية، هي رذيلة الكذب، كما أكدت عليه جملة من الآيات «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ» {الزمر/3}، إذن، هناك حسابات على المصلي أن يكون قد نزّه نفسه منها، وأن يطلب الهداية من الله تعالى دائماً، وهذه الهداية عامة، تشمل كل أنواع الخير: «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ» {الفاتحة/6} أي في المسائل المادية بكل أنواعها؛ لأنه ليس باستطاعة العبد تحقيقها من دون التأثير الإلهي، نعم، من باب أولى يحتاج إلى الهداية؛ ليتجاوز الملائكة في مراتبها وكمالها، ويسبح في سلم الكمالات العالية: «وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» {النور/46}، فهناك خصال سلبية تكون سبباً ومعرقلاً لتحقق الهداية بكل أقسامها، فينبغي للعبد المصلي التخلص منها، وتنزيه نفسه عنها؛ ليحظى بثمار الهداية ونيل السعادة.

- طلب الثبات: أي يطلب العبد من المولى سبحانه أن يثبت قدمه والسير في هذا الطريق الإلهي؛ لأن الإنسان من دون التسديد والرعاية الإلهية -أياً كان- معرض للانزلاق والانحراف، كما حصل مع جملة من أصحاب التهجد والعلم والورع، كما أشار أمير المؤمنين (عليه السلام): «الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم».
إذن، فهو معرض حتى اذا كان عالماً مخلصاً، فمن الممكن أن تزلّ قدمه، ويخرج من النعمة العظيمة -والعياذ بالله- فيحتاج أن يكرر عشرات المرات على الأقل دعاءه وطلبه الثبات على الهداية.
- طلب الزيادة: إضافة إلى الثبات والبقاء على الاستقامة القائمة بالمولى تبارك وتعالى أيضاً طلب الزيادة بالكمال المنطلق في كل الأمور، لاسيما الأمور المعنوية والتي هي عبارة عن السعادة الحقيقية، حيث فيها الحياة الأبدية، ودافع سعادة العبد نحو القرب الإلهي والكمال الذي هو غير محدد، ففي صلاته يطلب من المولى سبحانه وتعالى زيادة في الألطاف والكمال، والقرب منه سبحانه وتعالى، حيث يترقى نحو الكمال والمراتب العليا، ولذلك هو في صعود الصلاة المقترنة في الحضور والمعرفة والخشوع والطلب على هذا الحال، سيعطى زيادة وبعداً في الارتقاء والكمال، كما في قوله تعالى: «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» {الكهف/13}.
  إذن، سُلّم الكمال في الهداية غير منقطع, وهو نيل القرب من الله (عز وجل) وفي أعلى درجات الكمال، حيث وصل إلى أدنى نقطة من القرب لم يصل إليها مخلوق، كما جاء في البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام) في إسراء ومعراج النبي (ص)، حتى انتهى إلى السدرة قال: فقالت سدرة المنتهى: ما جاوزني مخلوق قبلك، قال تعالى: «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى {8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى {9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى» {النجم/10}.
- الحث على الدعاء: يستلهم العبد المصلي من خلال هذه الآية الكريمة أن يكون داعياً، أي أن يطلب ويلحّ بالدعاء، حيث نجده سبحانه وتعالى يلقن عبده بتكرار الطلب والدعاء بالهداية، وليس فقط عليه أن يقدم ويطلب ويدعو، بل أيضاً عليه أن يلح بالدعاء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168957
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13