وصفت الزيارة المشهورة للحسين (عليه السلام) بأنه وارث ستة من الانبياء(عليهم السلام)، ولم ترد هذه الأوصاف لغيره، وقال الله تعالى اخباراً عن زكريا: «...فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا {5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا»(1)، وأراد ميراث الامامة؛ لأن النبوة لا تورث وكل الأئمة (عليهم السلام) وارثون للأنبياء.
النبي عليه وعلى أهل بيته افضل الصلوات، قام بانقلاب في موازين الحياة والقيم والأفكار والعلاقات، انقلاب شامل في حياة الناس وهدم افكار الجاهلية بجميع صورها وأفكارها، وانقلاب بالهرم الاجتماعي، وغيّر مواقع المستكبرين والمترفين.
وبعد وفاة النبي (ص)، حصل انقلاب مشؤوم سعى لطمس الرسالة المحمدية واعادة الناس الى الجاهلية الأولى، وكان موقف الحسين (عليه السلام) العمل على تجديد الرسالة المحمدية ليحمل موقف الوارث الحقيقي للأنبياء، أعطى كل شيء لخالقه من أجل بقاء رسالة السماء. الامام نهض بخلص الاصحاب، بعدما تعطلت هداية عيسى في المجتمع البشري لتحريف سيرته وأحياها الله بالحسين (عليه السلام).
ورد في الزيارة: «السلام عليك يا وارث عيسى عليه السلام»، اي ان رسالة عيسى قائمة بسيد الشهداء، كانت خصوصية خاتم الانبياء الرسالية التاريخية انقاذه للإمامة الابراهيمية، وتحرير دين ابراهيم (عليه السلام) من بدع قريش المشركة.
في زمن بني أمية تعطل القرآن وحُرّفت السنة، نهض الحسين (عليه السلام) وانقذ بنهضته الامامة الابراهيمية بعد النبي (ص) من الاحتواء التحريفي، فلذلك جاء في الزيارة: «السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله»، ويعني السلام عليك يا من أبقيت الصفة الرسالية الهادية المحمدية، وصار الحسين (عليه السلام) يمثل النبي (ص) في نهضته المباركة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة مريم: 6.
|