• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نديمة الموت... قصة قصيرة .
                          • الكاتب : حسين مناتي .

نديمة الموت... قصة قصيرة

 أنا وأختي كنا نسير بخُطٍ ثابتة مطمئنان لا نبالي أبداً، فالله الحامي، وأمنا الحارس!

لم نفقد الثقة أبداً بيديها الناعمتين اللتين كانتا تغزلان الحنان والرقة بالجنون والخيانة.
يبدو أن أمي كانت ترنو لشيء، يداها ترتجفان كأنهما عواصف تضرب لحمي.. باردتان كالجليد، قويتان كالجبل الذي لطالما رأيت المتسلقين يحاولون أن يصعدوه، لكنه لم يكن خائناً أبداً، لم أسمع عن أحد سقط من يديه!
الجسر كان مظلماً كتلك السماء التي خجلت كل نجومها، وغاب القمر حزناً للمنظر المرتقب، الله أبلغ الجميع أن أمراً جللاً في الثواني القادمة سيحدث، قلوبكم لن تحتمل رؤياه!!
إلهي، انا انسان كيف لي أن أشاهد ولا أصرخ، وأن أسمع بلا أن أنوح. 
إلهي، لقد قتلتهم بدمٍ بارد!
إلهي عينك كانت تراقبهم! أنا مؤمن بذلك؛ لذلك مضت وعادت، عبرت ورجعت، والكاميرا كانت الشاهد!
في تلك الأثناء، لازال يتكلم، أنا أسمعه.. انه يطفو.
يتكلم وصوت الماء يعجّ بالصراخ حوله: أمي، أنا لا أعرف العوم.
أنا قد أستطيع، أحاول مرة وأخرى، وأحاول ثم أعيد المحاولة، لكن اختي لن تحتمل، انها لا تعرف ما معنى دجلة، انه شيء عظيم.
يا أمي، اختي غرقت، لقد جاءها الملك عزرائيل على عجالة، لقد أنقذها من مرارة الغرق، فهي ليست فرعون أو هامان؛ لتُعذّب بالغرق.
في تلك اللحظات الميتة، أنا لازلت أحاول!! الملك حاول الصعود ناديته أنت أرق، وأحنّ منها، أنقذني كما انقذت اختي.
ها أنا طير في الجنة، أطير بين يدي الرسول، قرابين براءة في آخر أيام المصيبة..!
لقد كان موتنا سفينة نجاة تشرع الى جنة الحسين.
سأعيش بقرب الشهداء، سيرعاني الحسين مع أطفاله والرضيع!
أختي الآن في روضة طيور الجنة يُقال: إن هناك مستقبلاً كبيراً ينتظرها، ستكون طبيبة بعد أن تتخرج من الجامعة الطبية في مدينة الفردوس العلمية التي يقطنها العظماء والنبلاء.
أنا أحلم أن أكون محامياً؛ كي تكوني أنت أول دعوى قانونية لي، ستكونين كذلك!
سأخبر الله أنك نديمة الموت، أنك مارست هواية الشيطان في تعذيب الأبرياء، أنك ضربت كل الحقوق عرض الحائط، وخنت أقدس الأمانات !
أمي.!
آه، بل انت العجز والضعف، من المؤكد في هذا المجلس العادل ستواجهين العدالة التي لا يمكن الفرار منها، لن ينفعك النكران، بل انك لن تستطيعي فعل ذلك !
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
إلهي وسيدي، نديمة الموت قتلتني واختي بدم بارد، فاحكم وأنت خير الحاكمين!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168290
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13