الى الجرح الغائر في قلب الوجود
الى النعش المسافر على متن الحذر
اليك أيها القارب السارح بين ثنيات الظلام، معفرا برذاذ الرماد الخؤون
يا راحلاً قد حررتك المنية، فانطلقت شوقاً الى أحضان أحمد الأمين..
لكن بندبة حمراء..!
رويدك انتظر كي تنحني اليك الدنيا بأقطابها
وتلقي عليك ملوكها نظرة وداع أخيرة
ويتلو عليك روح القدس آيات العروج
لتشرع السماء أبوابها إليك مستقبلة
وحين رحلتك أمواج الرسالة تدب على وجه الأرض هونا
أمواج غصن بأنينها همساً.. هكذا بلا عويل ولا بكاء
لئلا تلتقط أسراب الخفافيش وقع خطى المنكوبين
فتعود لتصادر حق الزهرة المنكسرة حتى في الأفول
فما زالت نيران مشاعلها مستعرة
سافر النعش المستغيث قاصدا وادي الغروب
حاملاً جثمان الحقيقة الهادر والمخنوق غدرا
عابراً حواجز الألم.. ولكن يأبى وسم السياط الأسود
إلا أن ينطق شاهدا على نهاية مأساة
فبمن بعد هدى ضيائك تتهافت الأرواح..؟
يا سيدة الجلالة.. يا من حجبت سحب الجريمة غرتك البيضاء
كيف لنا برغد العيش وقد اندثر رمسك غريباً..؟
فهل الى ساحة رياضك من سبيل
كي أوقد شمعتي وأتهجد..؟
وأنثر على ثرى واديك الحزين رثاء قصيدتي
قصيدة تحشرجت فيها الكلمات بعبراتها جزعا
ثم ألتمس مني أن أزيد فأجبته بانكسار سأزيد..
انها جرح الأنبياء.. ولوعة الأولياء..
إنها مدار شجون الأفلاك والأملاك..
إنها (فاطمة) صرخة الموعود.. وثأر الله الدامي..
|