• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من التراث.. باب الأزج .
                          • الكاتب : عبد الملك كمال الدين .

من التراث.. باب الأزج

  في زمن الدولة العباسية، وفي جانب الرصافة، محلة واسعة لها طرازها الخاص في البناء، فأكثر بيوتها على هيئة عقود: (سقوف معقودة تتصل ببعضها، مكونة دروباً شمالاً وجنوباً تربط أجزاء من المحلة بأخرى من محلات أخرى).

 إن هذه الطرز من هندسة البناء آنذاك لها أهداف أمنية ومناخية، تتوزع من دواخلها أبواب البيوت المتناثرة يمنة ويسرة، وأهم ما بتلك العقود سقوفها المبنية على هيئة أقواس ما بين قوس وآخر قباب تتوزع في أعلاها شبابيك للتهوية والاضاءة.
 أما أرضيتها فمرصوفة بالآجر، تتوسطها ساقية لتجميع المياه الزائدة، لتذهب بها الى قنوات زراعية خارج العقود.
 وقد ذكر السمعاني في التاريخ من كتابه الأنساب أن باب الأزج كانت محلة كبيرة كثيرة الأرجاء، وكان في محلة الأزج نهر يسقي مزارعها، وينحدر الى دجلة انحداراً شديداً.
 وهناك محلة أخرى هي (باب الشيخ)، فهي وإن كانت محلة الأزج القديمة إلا أنها اكتسبت اسم عائلة (باب الحلبة) نسبة الى الحلبة التي كان يقيمها الخلفاء العباسيون، حيث يجتمع فيها الناس في مناسبات الأعياد والاحتفالات الأخرى لمشاهدة استعراض للحيوانات الأليفة والمتوحشة التي يمتلكها الخلفاء أو بعض الهواة مثل: مهارشة الديكة الهراتية، أو الأكباش من الماعز الجبلي، حيث يجتمع الناس وأولاد الأمراء وغلمانهم ليستمتعوا بذلك الكرنفال، وأيضاً كان في محلة الأزج مكتبة نفيسة للملائية وطلابهم، والقصخونية وحكاياتهم للأطفال.
 ويذكر أن في محلة باب الأزج أنشأ أبو الحسن علي بن محمد الدريني رباطاً به مدرسة كبيرة للشافعية، تطل على نهر دجلة، وكان هذا الرجل مقرباً من الخليفة المكتفي بأمر الله ومعتمديه، وهذا المشرف على هذا الرباط ومدرسة (الحرملك) وأمور الندماء والغلمان وغيرهم من الكرخجية والحراس الجرخجية واللمبجية (الذين يشعلون المشاعل في الطرقات ليلاً).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167179
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15