قال الله تعالى "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ" (الطور 24)، و "كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" (الواقعة 23)، و "يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ" (الرحمن 22)، و "يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا" (الحج 23)، و "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ" (فاطر 33) و "فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)" (الرحمن 56-58)

يتكاثر المرجان في المحيطين الهادي والهندي والبحر الاحمر والخليج العربي. الحاجز المرجاني العظيم في استراليا احد اهم الاماكن المرجانية. ويصنف المرجان بالصلب والناعم. يوجد نحو 600 نوع من المرجان. والامواج تساعد على تكاثر المرجان. قال الله تعالى و "يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ" (الرحمن 22)، و "كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ" (الرحمن 58).

يكون المرجان مستعمرات من حيوانات صغيرة جدا تسمى الشعاب المرجانية وترتبط بقنديل البحر. وقناديل البحر العملاقة تملك مجسات تمتد عشرات الامتار ولسعات بعضها مميتة للانسان. و المرجان من المواد العضوية الحيوانية، ويتركب من كاربونات الكالسيوم، وهي شويكات دقيقة يفرزها حيوان المرجان وبعد افرازها تتماسك مع بعضها البعض. ويستخدم المرجان في صناعة الحلي ومستحضرات التجميل. ويدخل المرجان في ادوية لعلاج امراض السرطان والمفاصل والقلب. قال الله جل جلاله "وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ" (الاسراء 82) و "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ" (فصلت 44).

الكائنات البحرية تنقسم الى لا فقرية مثل قناديل البحر، والشعاب المرجانية، وكائنات بحرية فقرية ومنها الاسماك. وتتنفس هذه الكائنات من الاوكسجين المذاب في الماء. ولا تستطيع تنفس الهواء من الجو فتموت عند خروجها من الماء. تعتبر مخلوقات البحر من آيات الله "اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ" (الجاثية 12)، و "وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ" (البقرة 164).

اللؤلؤ عبارة عن جسم كروي يتشكل في الرخويات او المحار بافراز عناصر معدنية تحيط بالمواد المهيجة الداخلة لهذه الحيوانات فتتكون مادة كاربونات الكالسيوم. وينتشر اللؤلؤ في شواطئ المحيطين الهادي والهندي وخاصة شواطئ اليابان واستراليا. ويكثر في الخليج العربي وخاصة البحرين وكان مصدر الرزق المهم في الماضي في منطقة الخليج. ويستخدم في صناعة الحلي والمجوهرات. واللؤلؤ يحمي الحيوان من العوامل الخارجية.

يعتبر اللؤلؤ من الاحجار الكريمة التي ذكرها القرآن الكريم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ" (الطور 24) اللؤلؤ لا يتغير فان المقيمين في دار الخلود لا يهرمون وهو احد التفاسير. و "كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" (الواقعة 23) اللؤلؤ من الاحجار الكريمة التي لا تتغير مع الزمن مثل الذهب وهو الحاصل في الجنة.

يعد صيد الحيوانات البحرية الحاوية على اللؤلؤ والمرجان حلالا "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ" (المائدة 96)، وقد سخره الله جل جلاله للانسان "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ" (النحل 14) وسخر لكم البحر اي ان البحر بكل موجوداته في خدمة الانسان. الأشياء التي ليست تحت حيازة أحد مباحة للمسلمين يملكها أول حائز لها مثل الطير في الهواء والسمك في الماء وغير ذلك، ومعنى ذلك أن ما في الأرض قد خلق لخدمة البشرية وسهولة معاشها، ولم يلحظ فيها فرد دون فرد، فالبشر جميعاً متساوون بالنسبة إليها تخدمهم بمجموعهم دون تمييز وتفضيل، وإنما يأخذ الفرد منها ما يحتاجه لتيسير أموره فيدخل ما أخذه في ملكه. قال الله جل جلاله "لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" (البقرة 29). وجاء في الحديث الشريف (المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار). كلا اللؤلؤ والمرجان احجار كريمة للحلي والتزيين. والفرق ان اللؤلؤ يتكون داخل حيوان المحار الذي ينتمي الى الرخويات. اما المرجان فيتكون من حيوان المرجان الذي ينتمي الى اللاسعات. واللؤلؤ والمرجان من الحلية التي تستخرج من البحار التي ذكرها الله تعالى "وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" (النحل 14). وحلية البحر يلبسها الانسان "وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا " (فاطر 12).

في دعاء الجوشن (يا مَنْ في البحار عجائِبُهُ). وفي مناجاة لامير المؤمنين عليه السلام (أَنتَ الذى في السماء عَظَمَتُكَ ، وفى الأرضِ قُدْرَتُكَ ، وفى البحار عَجائبُكَ) و (سخَّرَ لكُمُ الماءَ يَغدو عَلَيكُمْ وَيَروُحُ صَلاحاً لمعايشكُمْ والبَحْرَ سَبَباً لكَثْرَةِ أمْوالِكُم).