حملت الشريعة الاسلامية للبشرية مجموعة لا تحصى من المضامين التي تعمل لتنظيم مسيرة الانسان في حياته، إذ ركزت على الجوانب التربوية في إطار بناء الشخصية، ودعت الى تهذيب النفس وصقلها وفق ما يؤدي بها الى تربيتها وتوجيهها نحو سبيل النجاة الحق.
كثيرة هي الوقائع والأحداث التي مرت عبر التأريخ مؤسسة منهجا سلوكيا متكاملا، وقد وصل الينا المروي عن واقعة الطف وما حملته من مواقف ودروس وعبر، انعكست بشكل كبير ولافت على الواقع الذي يعيشه الموالون لأهل البيت(عليهم السلام) عبر العصور والسنين مرورا بالوقت الحالي، وصولا الى ما شاء الله.
الدروس التربوية التي أنتجتها واقعة الطف، ولعل أكثرها وقعا في وجدان الاحرار موقف الامام الحسين(عليه السلام) التأسيسي لهذه الثورة الكبرى بأنه رفض ظلم السلطة ومطلبها بأن يكون الامام المفروض الطاعة وخليفة رسول الله (ص) تحت وطأة الحكم الجائر.
من هنا نرى هذا الموقف درسا للإنسان بشكل عام بأن يتربّى على مبدأ قول الحق ورفض الظلم مهما كان شكله أو أثره المترتب، وبالوقوف على درس تربوي وضعته الانسانية وساما تفتخر به، عندما تذكر دخول ابي الفضل العباس(عليه السلام) الحومة متجها نحو النهر ليسقي ظمأ العطاشى، رافضا ارتشاف الماء ليروي عشطه، حيث حملت موقفا تربويا مفاده بأن على الشخص التمسك بدوره الانساني والقيمي والحرص على تأدية الأمانة وتنفيذ المهمة الموكلة اليه على أتمّ وجه دون الحاجة الى رقيب بل يكون ضميره الحي حاضرا.
كثيرة هي المضامين التربوية المرسلة الينا من ثورة الامام الحسين(عليه السلام) التي لا يمكن أن تسرد في سطور بسيطة إلا أن ما ذكر يعدّ منهجا ينبغي الافادة منه كدستور حياتي لكلّ انسان تنبض في داخله الحرية ورفض الباطل.
|