• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسائل أسرية من عاشوراء (4) .
                          • الكاتب : عذراء احمد .

رسائل أسرية من عاشوراء (4)

 الرسالة الحادية والثلاثون:

دائما بإمكاننا اللحاق بقافلة النجاح:
 علّمني الحرّ الرياحي أن أبقى حرّا في اتخاذ طريقي بعد تحكيم الدين والعقل، ولا تؤثر في إغراءات الآخرين أو آرائهم، بحيث أكون تابعا لهم، وإن ملت عن الطريق قليلا يمكنني تدارك نفسي بالتوبة، والحسين وسيلتي، وإن أغلقت جميع الأبواب بوجهي بباب الحسين وقوفي، وإن منعت من جميع السفن، سفينة الحسين تسعني وتقبلني .
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الثانية والثلاثون:
علمني عليل كربلاء:
الإنسان مهما أصيب من إصابات جسدية ونفسية، عليه أن يقاوم ولا يستسلم لتلك الإصابة والمرض، ويحاول أن يستجمع قواه ويؤدي واجباته، ويشكر الله تعالى بكلّ حين، ويستيقن أن وراء ذلك البلاء حكمة تعود للإنسان نفسه لا لخالقه، وأن لا يجعل المرض يمنعه من السعي في إصلاح نفسه وأهله ومجتمعه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الثالثة والثلاثون:
علّمتني رقية:
علّمتني كيف يكون الحبّ الحقيقي لإمام زماني (عجل الله فرجه الشريف)، وهو أن تكون علاقتي بأن لا أغفل عنه يوما أبدا، أكلّمه، أدعو له، أسأله الدعاء، أتصدق عنه، أشاركه مصائبه، وأبكي أحبابه خاصة جدّه الحسين (عليه السلام)، أناديه كلما اشتقت إليه، أندبه أعاهده أسير على نهجه وأعيش لوعة فراقه، حتى لا تهنأ لي الحياة إلا بلقائه، فكذلك حبّ رقية لأبيها الحسين (عليه السلام) وإمام زمانها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الرابعة والثلاثون:
 علمتني سكينة:
علّمتني سكينة (عليها السلام) من جمال البنت أن تكون لها علاقة خاصة مع أبيها عن طريق اهتمامها به واحترامه وتعظيمه والدعاء له؛ لأن الفتاة تملك منبعا للعاطفة، والوالدان أولى الناس بعاطفتها وحبها، ولا شيء افضل لامتلاك القلوب من انفاق المحبة، فالله الله في الوالدين لنغمرهما بحبنا كما أغرقونا بحبّهم ليشملنا قوله تعالى: «وبالوالدين إحسانا».
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الخامسة والثلاثون:
علّمني فرس الحسين (عليه السلام):
حينما صاح مهر الحسين (عليه السلام)، وكان يقصد (الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها). فقد أعطانا درسا في ضرورة استنكار الظلم، كل بقدر استطاعته، فصفة الفطرة الانسانية تقبيح الظلم، لذا على محبي الحسين (عليه السلام) الالتفات لضرورة ترك الظلم، والبدء بأنفسهم فينهونها عن قبح الظلم؛ ليستنهضوا تلك النفوس، ويعيدوا لها نور الفطرة السليمة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة السادسة والثلاثون:
 فرصة لتداوي القلوب:
 محرم فرصة ثمينة لنغسل قلوبنا مما علق بها من شوائب الأيام، فشوشت صفاء رؤيتها، آثرت سلبا في علاقاتنا، نشك بهذا ونظن سوءا بذاك، ونبغض آخر، نجرح بكلامنا ولا نصفح ولا نلمح أخطاءنا، واننا قد ابتعدنا عن خط حسيننا، وبذلك لن نفلح، هلموا لنرتوي من بحر أخلاقه، وبها نتسلح لنوقظ قلوبنا ثم نضيئها بسكب غزير دمعنا لننجح.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة السابعة والثلاثون: 
 خطر الإعلام المزيف:
كان معاوية شديد الاهتمام بالإعلام بحيث غرس في عقول آلاف الناس أن تعتقد بالتزامه، وكأن الحق معه لا مع علي، وهذا العمل بناه اعتمادا على المال وجهل الناس، وعندما جاء يزيد كان معاوية قد جعل الأمر يستتب له، ضلّ الناس عن رؤية الحقيقة وتاهوا عنها.
كان لابد لهذه الأمة من أحد يوضح لهم الحقيقة لكن كيف؟ لابد من حسين (عليه السلام) يوقظ بدمه هذه الأمة من سباتها؛ لتظهر الحقيقة والفرق بين الحق المتمثل بالحسين (عليه السلام)، والباطل المتمثل بيزيد، واليوم على الأسر الحسينية أن تتوخى الحذر من تضليل الإعلام لبعض المفاهيم الإسلامية الحقة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الثامنة والثلاثون:
 بذور الحب تثمر في القلوب:
 حبيب فاطمة (عليها السلام) في كربلاء، مصمّم على السير بطريق الإصلاح لأمة جدّه، يبدع في رسم أفضل طرق التعامل مع الآخر لردعه، لم يبتدئ أحدا إلا بالكلام الطيب وإلقاء الحجة، ليغرس نبتات الإيمان والحب للآخرين، وإن أرادوا قتله، تثمر تلك النبتات على مدى الزمان ثمارها في كلّ قلب منصف ومحبّ وواله، ليحذوا حذو حسين سيد شباب الجنة ويتبع أثره، فلا ننسى أن نغرس بأفعالنا بذور حبّه لأولادنا وأصحابنا ونقتدي بفعله فننجو، وكل من والاه يصبح مع صحبه وجنده.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة التاسعة والثلاثون:
الدموع الهادفة والثمينة:
 أحيانا نبكي لفلم أو مسلسل من الخيال أو لموقف عابر، لكن تلك الدموع وذلك البكاء لا أجر عليه. الانسان الذكي هو الذي يجعل ثمن تلك الدموع والبكاء الجنة، عندما يبكي الحسين (عليه السلام)، روي عن رسول الله (ص) انه قال: «كل عين باكية يوم القيامة إلاّ عيناً بكت على مصاب الحسين، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة».
ما أجمل أن يعلّم الأبوان أولادهم البكاء على الحسين (عليه السلام)، واستخدام مختلف الطرق لإفهامهم القضية الحسينية بكلّ تفاصيلها .
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الأربعون:
ختامه مسك:
 الانسان الذي يتخلق بأخلاق محمد وآله (ص) التي هي أخلاق الله تعالى، ستكون له جاذبية للقلوب بحيث يمكنه كسب محبة الآخرين بسرعة، وهذا أحد أسرار خلود قضية عاشوراء، وهي أن الإمام الحسين (عليه السلام) بخلقه المحمدي خاطب الفطرة الإنسانية، لذلك تلحظ كلّ من يتعرف عليه يحبه ويتعلق به.
ونحن لو أردنا أن نجعل حياتنا طيبة وأسرنا سعيدة، علينا بانتهاج نهجه والتخلق بأخلاقه لنصدق بادّعائنا موالاته ومولاة ولده المهدي إمام زماننا (عجل الله فرجه الشريف)، فلابد أن نسأل أنفسنا باستمرار: هل نحن ممن اتبعهم حقيقة؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165040
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13