(1)
سليمان(عليه السلام) عندما أرسل كتاباً الى بلقيس ابتدأه أيضاً بهذه اللفظة (بسم الله الرّحمن الرّحيم)، لأنّ الرّحمة شيءٌ في غاية الأهمّية بالنسبة لنا، يزرع فينا الأمل أنّ الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بنا، والله تعالى شفيقٌ علينا، الله تعالى رؤوفٌ بنا
&&&&
(2)
مَنْ أراد أن يتّبع فبها ونعمت ومَنْ لا يريد أن يتّبع هو عليه أن يواجه مصيره، الوضع الطبيعيّ هذا وهو أنّ النبيّ بلّغ فسقط التكليف عنه
&&&
(3)
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ) باخعٌ بمعنى هالكٌ أو قاتلٌ نفسَك، لماذا؟ ولعلّ تأتي للرّجاء، أنت تدعوهم الى الخير وتدعوهم الى الهُدى وتدعوهم الى الجنّة وهم يصمّون أسماعهم ويولّون والنبي يتأسّف على ما وصلت إليه آراؤهم السقيمة في أنّهم يبتعدون عن الحقّ،
&&&&
(4)
الله تبارك وتعالى لا يتعامل معنا كما نحن وإنّما يتعامل معنا كما هو، وهذه الرّحمة الإلهيّة تجعلنا نطمئنّ وتجعلنا نأمل أنّ الله تعالى سيغفر لنا
&&&
(5)
الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده المؤمن، مع أنّ الله تعالى لا تنفعه عبادةُ العباد، فلماذا الله تعالى يفرح؟ هل الله تعالى سيحصل على مزيّةٍ جديدة عندما يتوب العبد؟!! قطعاً لا.. الله تعالى يفرح بتوبة العبد لأنّ هذا العبد المسكين قد ذهب الى طريقٍ آخر، أخذ نعمة الله وتمسّك بعبادة عدوّ الله الشيطان.
&&&
(6)
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ) هذا نوعٌ من التسلية للنبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ليس في مقام العتب وليس في مقام التوبيخ –والعياذ باللّه- بل في مقام التسلية للنبيّ، يقول: أنت يا رسول الله تتأذّى وتصل الحالة الى أن تهلك نفسك من أجل هؤلاء مع أنّهم لا يكونون مؤمنين
&&&
(7)
نبيّنا(صلّى الله عليه وآله) هو محضُ الرحمة،
&&&
(8)
المؤمن العادي جعل الله تعالى في قلبه رحمةً، ويتأذّى الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) عندما يرون مصائر الناس الى أين ستنتهي
&&&
(9)
هل يوجد عاقل يحاول أن يهرب من سلطان الله تعالى؟!! لا يوجد. غَلَبةُ الهوى وغَلَبةُ الشيطان وغَلَبةُ المصالح الشخصيّة والذاتيّة تجعل الإنسان يعرف الحقّ ولكن يصدّ عنه (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ)،
&&&
(10)
أبو لهب يعرف النبي حقّ المعرفة ولكن هذه الحميّة -حميّة الجاهليّة- هذا يرى نفسه سيّد قومه، فكيف له أن يتّبع ابن أخيه؟!! حميّة الجاهليّة والنتيجة لا زال القرآن في كلّ يومٍ يصدح بـ(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ).
&&&
(11)
التجليل الالهي للنبيّ موجود اهتدى الناس أم لم يهتدوا،
&&&
(12)
دعوة الحقّ إخواني تحتاج الى توفيق أنّ الإنسان يتوفّق أن يسمع الحقّ،
&&&&
(13)
على الانسان ان لا يرى سيّئات قومِه حسنات ولا يرى حسنات الآخرين سيّئات، يجب أن يربّي نفسه تربيةً واقعيّة حتّى يسمع صوت الحقّ،
&&&&
(14)
عظمة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله) أنّه يتألّم ويتأذّى لأنّ هؤلاء لا يسمعون، لأنّ هؤلاء لا يهتدون، هؤلاء سيُقبلون على شيءٍ غير متصوَّر لهم، شيءٍ ضخم جدّاً فيه خلودٌ لهم،
|