• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع :  الاستثمار في القرآن الكريم (الحلقة الاولى) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

 الاستثمار في القرآن الكريم (الحلقة الاولى)

الاستثمار في المال هو المبلغ الذي يتم تشغيله للحصول على منفعة وربح نتيجة التشغيل. ومن الاستثمارات العقارات، الاراضي، المكائن، الاسهم، والشركات. والاسهم قد تحصل في سوق الاوراق المالية.

ومن معاني الاستثمار هو استثمار ما في الارض وباطنها "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" (البقرة 29) فبعد ان خلق الله الارض جعل فيها خليفة ليستثمر ما فيها "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30). وطلب الله من الخليفة وذريته ان يتفكروا في الارض ومنها كيفية استثمار ثرواتها "وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(الجاثية 13)، والكسب حسب جهد الانسان "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ" (المدثر 38).

والاستثمار يجب ان يكون في الحلال، فمثلا لا استثمار في الخمور والقمار "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (البقرة 219) وقد لعن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم المتعامل بالخمور: بائعها ومبتاعها والمشتراة له وعاصرها والمعصورة له وساقيها وشاربها وحاملها والمحمولة له وآكل ثمنها.

الاستثمار له ثواب من باب الانفاق على استخلاف الارض "آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ" (الحديد 7) وهو نوع من الزكاة التي ذكرها الله تعالى في ايات عديدة. وان اكثر المستفيدين هم الطبقة الفقيرة فزيادة الاستثمار وسوف ينعش الاقتصاد ويقلل البطالة.

ومن المعوقات التي يتعرض لها المستثمر هو الفساد وخاصة الفساد الحكومي بحجة الاصلاح "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ" (البقرة 11-12) الذي يبتز المستثمر مما يجعله يتراجع عن خططه الاستثمارية، والحقيقة ان الدولة وشعبها هي الخاسرة "وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (البقرة 27) و "إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" (يونس 81). فقد أثبتت الدراسات أن الفساد يضعف الاستثمار الخارجي وحتى يلغيه مما يؤدي الى تراجع التنمية والبنية التحتية.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163152
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12