من وصية للامام أمير المؤمنين لولده الامام الحسن عليهما السلام : ( وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ، وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ ) . نهج البلاغة ٣١ .
المرأة سر مهم من أسرار السعادة في الحياة ، والسعاده التي تهبها للآخرين تنحصر بمقدار حفاظها على كارزما الأنوثة التي وهبها الله لها ، وهذا لغز عجيب نفهمه من عموم النصوص الإسلامية المختلفة ومن خصوص النص العلَوي هذا ..
فالمرأة تستطيع ان تنجز أكبر الأعمال وتعطي أهم النتائج - في حدود مسؤولياتها - من غير ان تحتاج الى ما يحتاجه الرجل مع الآخرين ومن غير أن تتحمل مهامّ كما ينبغي ان يتحملها الرجال .. وهذه مفارقة في الواقع ..
القهرمان ( هو من يُحكّم في الأمور ويتصرف فيها بأمره ) ، وأنا هنا لا أفهم من النص بأن المرأة لا ينبغي أن تتحكم بالأمور مطلقاً ، وإنما أفهم أن طريقتها في التحكم تختلف عن الرجل ، وأدوات تحكم النساء تختلف عنها في الرجال ، فالرجل يحتاج مثلاً الى ان يتخذ منصباً مميزاً في أسرته ( كالقيومية ) ، ويحتاج الى قوة وشجاعة في ساحة حربه ، ودرجة معينة من العقل في عمله .. بينما كثير من هذا لا تحتاجه المرأة في اداء الكثير من وظائفها ، فجاذبيتها وروحها ومقبوليتها هي محاسن متوفرة عند المرأة قد لا يستطيع عقل الرجل وقوته ان يحصل عليها ، ولهذا نسمع أمير المؤمنين عليه السلام ايضا يقول ( عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم ) .
فكأن أمير المؤمنين عليه السلام يقول بأن صفة ( الريحانة ) للمرأة - بكل ما تعني من طيب وجمال وجاذبية .. - هي معادل موضوعي وقوي لمزايا الرجل البدنية والاجتماعية في اداء وظائف كل منهما ..
الإسلام ينظر الى المرأة بواقعية ، وينظر لها نظرة جمالية ، وتطغى على نظرة المرأة في الإسلام صفة الحفاوة والتكريم والمحافظة وصون المحاسن والكمالات .. ليس كما يصوّره لنا أصحاب النظرة القاصرة او من لديهم ايدولوجيات موجهة ضد الأديان وضد الإسلام بالأخص .. ويحاول أن يجعل المرأة مظلومة ومعنّفة ومقيّدة وتفقد شيئاً من انسانيتها .. الخ ، فالعقلية التي ينطلق منها الدين اتجاه تشريعات المرأة والفلسفة التي يبني عليها أحكامه المتعلقة بالنساء ناتجة عن مثل هكذا منطلقات واقعية وموضوعية وكذلك جمالية وذات شأنية عالية ..
|