[ رجل صالح ترعرع في مستنقع آسن ونما وسط أشواك محدبة ] !
• شهداء الحق ...
• وشهداء العدالة ...
• وشهداء الفضيلة ...
• وشهداء الكلمة الصادقة ...
• هم كثيرون ...
• حيث في طليعتهم ...
• وفي مقدمتهم ...
• رسل الله وأنبياءه الكرام ...
• ثم من آتبعهم بإحسان ...
• من الأئمة والخلفاء ...
• ثم الحكماء ...
• ثم كثير من الفلاسفة ...
• ثم كثير من الثوار ...
• في المعمورة كلها ...
• في غابر الأزمنة ...
• وفي ماضيها فحاضرها ...
• من شهداء الحق ...
• ومن شهداء العدالة ...
• ومن شهداء الشاهدية ...
• حفيد معاوية بن أبي سفيان الأموي ...
• فجده الأكبر كان يصد عن سبيل الله والمستضعفين ...
• أما جده الأخر فمعروف عنه قتل الأصحاب والأتباع ...
• أما أباه فهو قاتل الحسين وأهله ...
• وهو قاصف البيت العتيق بالمنجنيق ...
• وبالغارة على مدينة الرسول ( ص ) ...
• وأمه ميسون فهي القاتلة الآثمة ...
• وذلك كجدته الكبرى آكلة الأكباد ...
• في هكذا أجواء سقيمة ...
• وفي هكذا مستنقع متشنج ...
• وفي وسط هكذا أشواك سامة ...
• وفي هكذا صحراء قاحلة ...
• قاحلة من القيم ...
• وقاحلة من العدل ...
• وقاحلة من النُبْلِ ...
• وُلِدَ معاوية الثاني ...
• وترعرع حفيد معاوية الأول ...
• عجيب هذا العبد الصالح ...
• وغريب أمر هذا الأمير العادل ...
• ومستغرب أمر هذا الرجل الفاضل ...
• إنه كالوردة النرجسية العبقة ...
• وإنه كالزهرة المحمدية الندية ...
• في وسط أشواك حادة سمّيّة ...
• أضف الى ذلك كله ...
• القصور والأملاك ...
• فالذهب والفضة ...
• والدرهم والدينار ...
• فكبرى المسؤوليات والمناصب ...
• فالنساء والجواري النواعم ...
• بالرغم من ذلك كله ...
• فإنه لم يتأثّر الحفيد قط ...
• ولم تجذبه هذه الزخارف والألوان ...
• ولاهذه اللذات والملذات ...
• الى محيطها ومستنقعها ...
• لابل حاول الصلاح والاصلاح ...
• وكافح بهدف العدل والإعتدال ...
• لأسرته الفاسدة الفاجرة ...
• ولحكومته الطاغية الباغية ...
• ولمجتمعه الغارق في اللاوعي والسطحية ...
• ولسائر المجتمعات أيضا ...
• لكنه لم يفلح في جهاده هذا ...
• فسقط شهيدا غريبا مسموما ...
• أو آستشهد خنقا وشنقا ...
• كما في رواية ثانية ...
• فرحل عن هذه الدنيا الفانية ...
• ذاهبا الى ربه سبحانه ...
• غريبا وشاهدا وشهيدا ...
• وشاكيا الى ربه سبحانه ...
• من طغيان بني أمية الطلقاء ...
• ومن طغيان حكومتهم الطاغية ... |