في الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) وقفت دول الخليج ومنها الكويت مع العراق وامدته بالمال والسلاح وتوترت علاقاتها مع ايران جداً ، حتى انتهت الحرب وبدأت الكويت بمغازلة ايران لعودة العلاقات ، وقبل ان يشن صدام حربه عليها ويغزوها زار دبلوماسي ايراني رفيع دولة الكويت فسأل أمير الكويت الراحل كيف كنتم تمدون العراق بالسلاح ضدنا ؟ أما تخشون أن تمتد الحرب اليكم ؟ فأجابه بابتسامة دبلوماسية اننا كنا نأمن جانبكم ونخشى صدام اكثر منكم لأنكم باختصار عقلاء اما صدام فمجنون ، وعدو عاقل أكثر أمناً من صديق مجنون . استذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع اعتصام المعترضين على نتائج انتخابات 10/10/2021 فهم لم يحرقوا اطاراً ولم يقتحموا دائرةً ولم يهددوا نظاماً سياسياً ولم يتوعدوا المفوضية ولم يغلقوا محلاً تجارياً أو يمنعوا دواماً رسمياً ويريدون من المفوضية اعادة العد والفرز يدوياً ودون ان يقدموا حجةً دامغة ودليلاً واقعياً وملموساً على التزوير أمام الملأ . اعتصام العقلاء اعتصام حضاري منصبط ملتزم يوصل رسالته بهدوء لأنه يعرف هشاشة الوضع والمتربصين بالعراق من المتصيدين بالماء العكر ولذا فهو لا يُخيف احد ولو ايتمر لعام ، ومن غير المتوقع أن يتوسل احد بقادة هذا الاعتصام لإنهائه . رسالة المعتصمين وصلت الى الرأي العام والحكومة وهذه النتائج نهائية وان تغيرت فتغير غير منتج في الخارطة السياسية فالأولى والحال هذه انهائه والتفكير فيما بعد الانتخابات فما ينتظر المعترضين كثير .
|