• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى متى ذاك الأذى وإلى متى تلك الغفلة .
                          • الكاتب : محمود محمد حسن عبدي .

إلى متى ذاك الأذى وإلى متى تلك الغفلة

رغم انشغالي الشديد في مشروع ثقافي خاص ونوعي، لترسيخ الثقافة العربية في بلدي الصومال، لفت أحد الإخوة انتباهي، لموضوع يتجدد من فترة لأخرى، وهي الإساءات المستمرة لبلدي وشعبي.

ولأكون منصفًا فقد كنت هجرت معظم ما يبثه الإعلام المرئي العربي، خاصة أن جل ما أصبح يحتويه، لا يتجاوز الإثارة، ما بين إثارة النعرات والعداوات، أو إثارة الغرائز، والتضليل والأوهام.

وقد كنا نلاحظ بين الفينة والأخرى نكات سمجة من الفنان المصري، محمد هنيدي حول الصومال وأهله، لكن والشهادة لله، أظهر الرجل أن ما كان يقوم به كان بـ"حسن نية"، خاصة أنه اعتذر علانية، وبدا صادقًا حين عبر عن استيائه الشديد من أن "أخوانَّا" الصوماليون قد أحزنهم مزاحه على حسابهم، وليس غريبًا صدق عاطفة ذلك الفنان، فأهل مصر معروفون بقلوبهم الكبيرة، وإنسانيتهم ونحن في نهاية الأمر أبناء أرض واحدة.

ثم يخرج علينا رجل يكتب في جريدة الوطن الكويتية، ولا شك في أنني كنت أتابع الصحافة الكويتية، منذ نعومة أظافري خاصة جريدة السياسة، التي أعطتني انطباعًا بأنه لكي تستحق مساحة في جريدة كويتية، يجب أن تكثر من البهار، ولتستطيع الاستمرار فلابد أن تكون عينك قوية، لا تتأثر بكميات الدخان الملتهب لوجبات التطاول و"الخمش" التي تقدمها في مقالاتك، فلا تدمع لك مقلة، ولا يبقى في وجهك قطرة دم، لتعيش شعور الحياء، كما باقي البشرالطبيعيين.

 فلتكسب مساحة في جريدة الوطن، إذّا فعليك أن تقامر بإنسانيتك ودينك، وتثير القلاقل، ولا بأس ان تسيء لنساء شعب كامل ووطن، وإن لاحظتم عدم ذكري لاسم الكاتب المقصود، فذلك لأنني أريد أن " أميت الباطل" بعدم ذكره، وآخر ما أرجوه أن يقول كعادته، أن الناس كلهم ضد نهجه اللبرالي "الحر" حتى أناس من الصومال، لا أنهم ضد البذاءة وسوء الأدب والخلق، التي تنز من قلمه ويفح بها صوته أقعده الله، فهو أهون من برغوث على سنام جمل من إبل بلادي وملايينها السبعة.

ثم تنكبنا قناة إم بي سي، بما نُكَبَتْ به أمة محمد، من برامج وتغطيات، وقد كانت عودتنا فيما مضى، على مذيعين ومقدمي برامج موهوبين ومحببين، تحس أنهم من أفراد الأسرة، إلا أن محاولة عمل المزيد من الـ"أكشن" والـ"فكشن"، قد جر مؤسسة إعلامية كانت مرموقة ذات، قبل أن تنحدر في المستوى الفكري، لتدور حول ما لا يليق، إلى أن تأتينا ببعض التحف ليقدموا برامجها، وللمفارقة فأن أكثر ما يمكن أن يسلي في وجودهم على الشاشة، ما يطلقه المشاهدون في المقاهي، من نكات وتعليقات حول فضائحهم وسوء أخلاقهم، فكأننا نظرًا للسياسة الفذة لتلك المؤسسة، مضطرون أن نشاهد مذيعًا كالح الوجه، من قلة الحشمة والحياء، أو كثرة ما تلقى من العلقات الساخنة، والضرب بالمداس على صفحة وجهه من "المدام"، ثم يقبل ذاك المفضوح الأشر، ويلقي ما يظنه نادرة من النوادر، محاولًا أن يأتي بما لم يأت به الأوائل، فيكذب وكأنما لم يعلم أنه قد "لًعن من كذب ليُضحِك الناسَ"، ويتطاول على شعب حفظهم الله مما يحيق بهم لحفظهم كتابه، فيتطاول ويتهمهم بالسحر لأحد تلك النوادي، التي كبرت في قلبه، كيف لا وقد غدى إلهاء ما تيسر من أبناء المسلمين بأمرها، مصدر عيشه، ومما ينبت منه لحم أهله وأبنائه.

إننا مدركون أن من ضياع الوقت والجهد مطاردة أولئك المفلسين فكريًا، والخاويين أخلاقيًا، لكن الذي يعجب المرؤ له ـ حقًا ـ  أن الأمر كأن أهل جزيرة العرب، وما قد عُلم يقينًا من نخوتهم ومروءتهم، لم يجدوا غير  أولئك الإمعات، ووجوه شؤمٍ ـ لا أصبحها الله بخير ـ، ليمثلوهم ويدخلوا إلى  منازل المسلمين بهم، على ما في أولئك من غثاثة و قلة تهذيب وشائع سوء الخلق، فكأن الجزيرة قد خلت من نبيل مؤهل، يقدم الحسن بأحسن ما يليق بقوم ولد منهم حبيب الله محمد ـ صلى الله عليهم وسلم ـ، وفي بعض بلادهم قبلة تتوجه إليها أفئدة ما يزيد من المليار من البشر، وكأنما أصبح الصد عن الدين والثقافة العربية الإسلامية،  بتصوير العرب على أسوء ما يكون أهم رسالة لبعض أكبر وسائل الإعلام العربي، فإلى متى ذاك الأذى وإلى متى تلك الغفلة.

 

محمود محمد حسن عبدي

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : الاديب المصرى صابر حجازى ، في 2012/04/20 .

الاستاذ / محمد حسن
السلام عليكم
رجاء الافادة عن كيفية التواصل معكم بشان امر هام
خاص بمشروع ثقافي ادبي
ملحوظة
انا زميل لسيادتكم بهذا الموقع الرائع
يمكن لك الاطلاع علي مساهمات هنا
بكتبة
صابر حجازى
بمحرك الباحث الخاص بالموقع بعالية الي جهة اليسار



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28