
نظّمت شعبةُ الخطابة الحسينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، احتفالاً نسويّاً بهيجاً بذكرى تتويج الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف)، حيث تسلّم مهامّ الإمامة وهو ابن خمسِ سنين بعد استشهاد أبيه الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام)، وهو أوّل يومٍ من إمامة وخلافة مُنجي الأمّة ومنقذ البشريّة، وآخر الحجج لله على أرضه، لتعزيز الثقافة المهدويّة وتأكيد الارتباط العمليّ بإمام الزمان.
الاحتفاليّة أُقِيمت في سرداب الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) في الصحن المطهّر لمرقد أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه)، وبحضور عددٍ من الزائرات وسط أجواء الفرح التي جاءت امتثالاً لقول الإمام الصادق(عليه السلام): (رحِمَ اللهُ شيعتنا خُلِقوا من فاضل طينتنا وعُجنوا بماء ولايتنا، يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا).
وقالت معاونةُ مسؤول الشعبة السيّدة تغريد التميمي لشبكة الكفيل، إنّ: "الاحتفاء بهذه المناسبة هو جزءٌ من أنشطة وفعّاليات الشعبة، التي تسلّط الضوء على ولادات ووفيات ومناسبات الأئمّة(عليهم السلام)، وقد استُهِلَّت هذه الاحتفاليّة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، جاءت بعدها كلمةٌ خاصّة بهذه المناسبة الميمونة، ألقتها إحدى خطيبات الشعبة لتبيّن مقام الإمام المهديّ المنتظر(عجّل الله فرجه الشريف) والإعداد الفكريّ والنفسيّ لعصر الغيبة، واستُكمِلت فقراتُ الحفل بقصائد الشعر والأهازيج وتوزيع الزهور".
وتابعت: "شملت هذه الفعّالية الاحتفائيّة كذلك إقامة مسابقةٍ ثقافيّةٍ معرفيّة بين الحاضرات، تضمّنت أسئلةً تخصّ المناسبة، تمّ بعدها توزيع هدايا رمزيّة للفائزات بالإجابات الصحيحة، لتُختَتَم بعدها برفع أكفّ الدعاء والضراعة للمولى عزّ وجلّ، بتعجيل فرج الإمام المنتظر وحفظ الأمّة الإسلاميّة في جميع بقاع الأرض".
من جهة أخرى اختَتَمَ معهدُ القرآنِ الكريمِ فرعُ بابلَ التابعُ للمجمعِ العلميِّ للقرآنِ الكريمِ في العتبةِ العباسيةِ المُقَدَّسَةِ مشروعَ الثقَلَيْن السَّنَوِيِّ الأَوَّلِ الَّذي أُقيمَ في شَهْرَيْ مُحَرِّمٍ وصَفَر.
وبحضورِ جَمْعٍ من فُضَلاءِ الحوزَةِ العلمِيَّةِ تَقَدَّمَهُم السيدُ (رياض الحكيم) نجلُ المرجعِ الكبيرِ آيةِ اللهِ العُظمَى السيدِ محمد سعيد الحكيم (قُدِّسَ سرُّه) الذي أهدى القائمونَ على المشروعِ ثوابَ الأعمالِ إلى روحِهِ الطاهرةِ، كذلك حَضَرَتْ شخصياتٌ أكاديميةٌ ومهتمةٌ بالشأنِ القرآنيِّ .
استُهِلَّ حفلُ الخِتَامِ بتلاوةٍ قرآنيةٍ تلاهَا مديرُ مركزِ علومِ القرآنِ الكريمِ في الوقفِ الشيعيِّ الدكتورُ رافع العامري، اعقبَتْهَا كلمةٌ لمعهدِ القرآنِ الكريمِ أَلقَاهَا مسؤولُ فرعِ بابلَ السيدُ منتظر المشايخي التي رحّبَ فيها بالحاضِرين وبيَّنَ بَعدَهَا ما قُدِّمَ في مشروعِ الثِّقَلَيْن من أعمالٍ قرآنيةٍ خلالَ شَهْرَيْ محرمٍ الحرامِ وصفرِ الخيرِ، ومنها افتتاحُ أكبرِ محطةٍ قرآنيةٍ في العراقِ على طريقِ الزائرينَ بِمُشاركةِ 75 أستاذًا من أساتذةِ معهدِ القرآنِ الكريمِ وفضلاءِ الحوزةِ العلميةِ، وهم يُقَدِّمُون تعاليمَ الكتابِ العزيزِ من ضمنِ مشروعِ تعليمِ القراءةِ الصحيحةِ للزَّائِرين.
جاءَت بَعْدَهَا كلمةٌ للعتبةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ أَلْقَاهَا بالنيابةِ عنه مديرُ معهدِ القرآنِ الكريمِ الشيخُ جواد النصراوي مُبَيِّنًا فيها دورَ العَتَبَاتِ المُقَدَّسَةِ الَّتي تُعَدُّ اطلالةَ نورٍ واشراقةً تُضيءُ طريقَ المُؤمنين والزَّائِرين، من خلالِ نشرِ المشاريعِ الفِكْرِيَّةِ والقرآنيةِ والثقافيةِ مُضافًا إلى خِدْمَاتِهَا المَادِيَّةِ، وكانَت من ضِمنِهَا مشاريعُ المجمعِ العلميِّ المُتَمَثَّلِ بمعهدِ القرآنِيِّ الكريمِ الَّذي أَخذَ على عاتِقِهِ نشرَ الثقافةِ القرآنيةِ على جميعِ المُستَوَيَاتِ.
وقد شكرَ إدارةَ الفروعِ واساتذتَه وهم يُقدِّمُونَ هذه الأعمالَ عرفانًا ووفاءً منهم إلى العالمِ الربانيِّ المرجعِ الحكيمِ (قُدِّسَ سرُّه)، وأن يُشاركوا عائلةَ الفقيدِ العزاءَ والمواساةَ، مؤكدًا أَنَّه - رحمَهُ اللهُ - كانَ مُهْتَماً بالقرآنِ الكريمِ، مدافِعًا عن شُبهِةِ تَحرِيفِهِ، وكانَ مُدَافِعًا عن أهلِ البَيتِ (عليهم السَّلامُ) والشعائرِ الدينيَّةِ.
تَلَتْهَا كلمةُ نَجْلِ المرجعِ (قُدِّسَ سِرُّه) آيةِ اللهِ السيدِ رياض الحكيم -دَامَت بركاتُه- التي باركَ فيها لمعهدِ القرآنِ الكريمِ نشاطاتِهم القرآنيةَ التي تَنْشِرُ أريجَ الثقلين، وشاركَهُم وهُم يَستَذكرونَ المرجعَ الحكيمِ قُدِّسَ سرُّه ، مُبَيِّنًا دورَ الكتابِ العَزيزِ كيفَ للشبابِ أن يَغْتَنِمُوا هذِهِ الفُرَصَ المتاحةَ أمامَهُم في تَعَلّمِ علومِ الثِّقَلَيْن الشَّرِيفَيْن، وأن يُقَارِنُوا بينَ أيامِ المَاضِي والحاضرِ الَّتي كَانَتْ أيامَ الطاغيةِ يُعدمُ مَن يَنشرُ أو يتعلمُ هذِهِ العلومِ".
شَهِدَ الحفلُ كذلكَ مشاركةً لِحَفَظَةِ فَرْعِ المَعْهَدِ في بابلَ قَدَّمُوا خلالَهَا مهارتِهِم في الحفظِ وَهُم يحفظونَ أجزاءً متفاوتةً من الكِتَابِ العَزيزِ، أعقَبَتْهَا فقرةٌ شِعريةٌ قَدَّمَهَا شاعرُ أهلِ البيتِ - عليهم السَّلامُ - محمدُ الفاطمي، وهو يَرْثِي سيدَ الشهداءِ (عليه السَّلامُ)، واختُتِمَ الحفلُ بتلاوةٍ جماعيَّةٍ لطلبةِ معهدِ القرآنِ الكريمِ فرعِ بابلَ.



|