تعتبر ظلامة مولاتنا السيدة الزهراء (سلام الله عليها)، أول ظلامات آل البيت الأطهار (عليهم السلام)، هناك بعض المفاهيم التي تخص تلك القضية تحتاج منا بعض التوضيح، ومنها: فرحة الزهراء
* مفهوم مفردة (فرحة) في المعجم العربيَ: المَسَرَّةُ والبُشْرَى.
فمعناه الفرح والسرور والبشرى، وإضافتها الى الزهراء (سلام الله عليها) يعني أن الزهراء (عليها السلام) قد سُرّت بشيء ما.
إن التأريخ المعروف لفرحة الزهراء هو: ( التاسع من شهر ربيع الأول)
اما الشيء الذي فرحت وبشرت بهِ مولاتنا الزهراء (عليها السلام)، قد ذُكر أكثر من تفسير في له، نذكر منها تفسيرين :
التفسير الأول: أن التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، بعد استشهاد والده الإمام الحسن العسكري(عليه السلام).
صحيح أن استشهاد الإمام الحسن العسكري والد الأمام المهدي (عليهما السلام) في الثامن من ربيع الأول، وأن الأرض لا تخلو من حجة أبداً ولو ليوم واحد، إلا أننا نقصد هنا التتويج وليس التنصيب، فالأول معناه إذاعة خبر ومبايعة الإمام الحجة (عليه السلام) من قبل الأصحاب، اما التنصيب فهو يبدأ من اللحظة التي يستشهد فيها الإمام المعصوم ويتسلم الإمامة الإمام الذي بعده بتنصيب الهي.
وموضوع تتويج الإمام الحجة (عليه السلام) الذي حصل بعد يوم من استشهاد ابيه هو كما اسلفنا لغرض اذاعة الخبر بين الناس، ولكي يعرف الجميع أنه يوجد إمام بعد الإمام الحسن العسكري(عليه السلام).
أما التفسير الثاني: أن فرحة الزهراء لأجل مقتل الخليفة الثاني الذي عصر الزهراء (سلام الله عليها) بين الحائط والباب، واسقط جنينها ولطمها، وسمي ايضاً (يوم البقر) وذلك بسبب بقرِ بطنه بذلك اليوم.(١)
هذه التفاسير وغيرها التي وردت في سبب فرحة الزهراء ولعل الأول هوَ سبب الفرح الحقيقي باعتبار إن القائم سينتقم لمظلومية جدته الصديقة الكبرى واظهار قبرها وعظمتها مما يعتبر انتصاراً لآل محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام وجبراً لذلك الضلع الكسير.
-----------------------------
١- بحار الأنوار: ج31،ص122.
|