مُسَجّى والنّوايا في قيامِ
وقوسُ الحقدِ مُوتِرَةُ المَرامي
قلوبٌ بالأسى ضُرِمَتْ بنارٍ
وأُخرى في الضغائنِ باضطرامِ
نفوسٌ من عقيدتِها بِشَكٍّ
وآلَتْ من عُراها لانفصامِ
وأُخرى أَثْبَتٌ من راسياتٍ
وقد جلّتْ بوصفٍ عن كلامي
أَحقّاً ما جرى هذا بأَمسٍ
غداةَ المصطفى رهنُ السُّقامِ
أحقّاً منزلٌ للوحيِ يُمسي
محَلّاً للجدالِ وللخصامِ
أَحَقّاً محضُ منقصةٍ بِ "يهجُرْ"
يُجاهرُ قاصداً محضَ التّمامِ
خميسُ رزيّةٍ أضحى خميسًا
خسيسًا دائراً حولَ الكرامِ
وأضحَتْ "يهجرُ" القِيلَتْ بهَمسٍ
نداءً ضَجّ في حَرقِ الخيامِ
إذا تأريخُنا فرضاً مُضيءٌ
فهذي أَوكَلَتْهُ إلى الظّلامِ
رسولَ اللهِ يا آيات حُبٍّ
بنا أَخَذَتْ لِمرقاة التّسامي
ونَقَّتْنا ولكنّا نفوسٌ
إلى دَرَكِ التّسَافُلِ كالظَوامي
نبيَّ الخيرِ يا هَدْيَ الأنامِ
وساريةً تقودُ إلى السّلامِ
كتابَ الحُزنِ مِنْ ألِفِ لياءٍ
رزاياهُ تَلَتكَ على الدّوامِ
عَرَفتَ اليُتمَ والفقدَ ابتداءً
وفي الأَبناءِ ثُكلاً في الختامِ
أَهابُ حديثكَ المملوءَ شَجوًا
ويصطرعُ انفعالي والتزامي
فأَهزِمُ شَجْوَهُ طورًا وطورًا
إلى شَجْوٍ بهِ أُبدي انهزامي
بإخلافٍ ونكرانٍ وغدرٍ
سقيفَةُ حقدِهمْ شَخُصَتْ أمامي
كما وصَّيتَ حيدرَةً بصبرٍ
على جورٍ وغُبنٍ واهتضامِ
لَزِمنا ما بهِ وصَّيتَ سيراً
على مسرى فتى الدّينِ المُحامي
وكم رُحنا على الجَمَراتِ قَبضًا
بكفٍّ ذي رَواجِبُها دَوامِ
تعالَينا ومَنْ والى علِيّاً
عليُّ النّفس عن دنيا الحُطامِ
ليومكَ زفرةُ الزّفَراتِ باتَتْ
بصدرِ الحِلِّ حَرّى والحَرامِ
يجيشُ أُوارُها يومًا فيومًا
وما سَكَنَتْ بدمعاتٍ سجامِ
أَبا المكسورةِ الأضلاعِ ودّعْ
لها وارمقْ مُرَوّعَةَ اللِّئامِ
وبالغْ بالتّزَوُّدِ مِنْ حبيبٍ
قتيلِ الصّبرِ في شهر الصّيامِ
وللحسنينِ والحوراءِ أَوسِعْ
لهمْ قُبَلًا وموفورَ السّلامِ
أُصِبنا فيكَ يا طَهَ مُصاباً
يُمَهِّدُ للمصيباتِ العظامِ
ويُثْبتُ نهجُكَ المقصودُ قتلاً
ودينُ الله أَولى بانتقامِ
حسن الحاج عگلة ثجيل
|