من لي بإمرأةٍ تلامس خاطري
كالراحتين على جبين الأرمله
تبدي حناناً في الشعور و ترتضي
زوجاً حبيباً لا تفارقُ منزله
تحنو على كل العيال برحمةٍ
و لها لدى من عاشرتهم منزله
لم تطعمِ الناس الجياع بمنّةٍ
ما أعظم الكرم الأصيل و أجمله
من بيتِ ناسٍ طيبين عرفتهم
فاخترتُ منهم بالوداد مُدَلَّـلَـه
تهمي على الطِّفْل اليتيم برقةٍ
تعطيه ما يوماً تمنُّ لتخجله
بالسِّرِّ لم يدرِ سواه بعونها
و إذا اختفى تأتي إليه لتسأله :
ماذا تريد .. لِمَ اختفيت.. أحاجةٌ
كانت لديك فلا تطيق المسأله!؟
أم كنت في هذا مريضَ معلعلاً
لم تلقَ من يحنو عليك بمرجله!؟
لا تسألِ الشُّحَّ اللِّئامَ فإنَّهم
لن يعطوا ماءً للرَّضيع كحرمله
ولتسألِ الناس الذين لسائلٍ
أعطوا طعامَهم المُباركَ أكمله
ما دقَّ أبوابَ الذين تصاعدتْ
من بيتهم ريح القصاع مجلجله
بل دقَّ بابَ الأولياء و من جثا
لله يبدي في الصلاة تبتلَّه
حتى إذا نفد الطعامُ ببيتهِ
إستَلَّ خاتمَهُ الكريم و سبَّلَه
ﷲ يدري ما أتاه بــ(هل أتى
حينٌ من الدهر) الذي قد أنزله
هذا (عليٌّ) تعرفون بزهدِهِ
مترفعاً عن سقف تلك المهزله
من كان في الدنيا سواه ليعتلي
ما كان يرقاه النبي ليقبله
قد كان قرآنا يسير بنهجهِ
مازاغ عن شرع العقيدة أنمله
عن عهد تبليغ الغدير تخلفوا
إذ شاء من شاء العداء ليخذله
فامتد للبيت الطهور و ناله
فأحالَ زهراءَ النبيِّ مولوله
لولا الإله هوى الفقار بثقلهِ
لقضى على كل البناء و زلزله
لكنما عهدُ النبيِّ لحيدرٍ
أنْ يجري ما يجري عليه فأجَّله
آلُ النبيِّ همُ النبيُّ بنهجهم
متعاقبين إلى الظهور كسلسله
فمُحَمَّدٌ ختمَ الزمانَ بإسمِهِ
و بإسمه بدأ التواصلُ أَوَّلَه
لم يرتضوا (أهلَ الكساء) بعصبةٍ
عادتْ عليّاً بالخصام لتعزله
فتجمعوا .. تركوا النبيَّ و دفنَهُ
فتفجّرتْ تحت (السقيفةِ) قنبله
كيما يعود هوى الملوك و ينتهي
دينُ السَّماء ومن عليهم أرسله
فتفرّقوا .. شقّوا عصاه .. تحكّموا
فأثاروا حرباً ما تزال و مقتله
حتى أباحوا ما أُبيحَ بمكةٍ
و بيثربٍ ، و الشَّامُ تشهدُ مجملَه
و بكربلا صالتْ سيوفُ أميّةٍ
فاستلَّ سيفَ المشركين و غلغله
و احتزَّ نحراً للحسين رأيتمُ
ثغر النبيِّ هوى عليه و قبَّلَه
حدوا السيوف ليقتلوه بحقدهم
و الكل هيأ بالضغينة معوله
هذا يروم بما يروم ليشتفي
ثأراً لبدرٍ ذا يصنّع مقصله
هذا يقطِّعُ بالحديد ليلتقي
في الطَّفِّ .. شحّذ بالتَّوَعُّدِ منجله
كيما يحزُّ على الفرات ذبيحةً
عظمى ، كما حزَّ المزارعُ سنبله
يا حيف هاتيك الزمان تعطّلت
فيه الرجالُ ، وللنساء المرجله
وقفت على التل البعيد مهيبةً
بنتُ الصُّميدعِ كي تقولَ المَقْوَلَه
مَنْ كان (سفيانُ) الجهولُ ليُنتخى
مَنْ (هندُ) كي تؤتي الرحيمَ و تنسله!؟
الناسُ تعرفُ مَنْ يزيدُ و جدُهُ
فهل الحسين كما يزيد لتجهله!؟
أحيا (الحسين) - فلن يموتَ بقتلِهِ -
إسمَ النبيِّ مدى الدهور بـ(كربله)
و لذا اختتمت بما ابتدأتُ قصيدتي
مَنْ لي بأُمٍّ كالبتول لتحمله !؟
|