
افتَتَحَتْ جمعيَّةُ كَشَّافَةِ الكَفيلِ التَّابِعَةُ لِـشُعبَةِ الطّفولَةِ وَالنَّاشِئَةِفي قِسمِ إعلامِ العَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ النسخةَ الخامِسَةَ من الموكبِ الثَّقَافِيِّ العَالَمِيِّ، وهو مَوْكِبٌ ثَقَافِيٌّ تَوجِيهِيٌّ تَنْمَوِيٌّ يَحْتَوِي على مَجمُوعَةٍ من المَحَطَّاتِ الثَّقَافِيَّةِ، تُقَدِّمُ خِدْمَاتِهَا لِزَائِرِي الأَربعين، من الفئاتِ العُمْرِيَّةِ كَافَّة، فضلاً عن بعضِ مَفَاهِيمَ نَهْضَةِ الإِمَامِ الحُسَيْنِ عَليه السَّلاَمُ .
المَوكِبُ الَّذِي يَتَّخِذُ مِن جَامِعَةِ العَمِيدِ (موكبُ أُمِّ البَنِين عَلْيهَا السَّلامُ الخِدْمِيّ ) الواقعةِ على طريقِ النَّجَفِ - كربلاءَ مُنْطَلَقاً لَهُ، حَضَرَ افتِتَاحَهُ مساءَ يومِ أمسِ الثُّلاثَاءِ عَدَدٌ من أَعضَاءِ مَجْلِسِ إِدَارَةِ العَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ وَرُؤَسَاءِ أقْسَامِهَا وَمَسْؤولِي شُعَبِهَا وَمُنْتَسِبيهَا .
وقالَ رئيسُ قسمِ إعلامِ العَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ الأُستَاذُ الدكتور مشتاق عبَّاس معن لشبكةِ الكَفِيلِ " إنَّ خِدْمَاتِ مَسِيرةِ الأَرْبَعِين هي خِدْمَاتُ الفِكرِ والتَّبَصُّرِ والوَعْيِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ لِبَاقِي الخِدْمَاتِ الأُخْرَى ، ولإِدرَاكِهَا هذا المَعْنَى فَقَد أَوْلَتِ العَتَبَةُ العَبَّاسِيَّةُ المُقَدَّسَةُ هذا الجَانِب اهتمامَهَا البَالِغَ، فَكانَ لَها الكثيرُ من الأَنْشِطَةِ الفِكْرِيَّةِ، وَمنَها الموكبُ الثَّقَافِيُّ العَالَمِيُّ الَّذِي تُقيمُه جَمْعِيَّةُ كَشَّافَةِ الكَفيلِ الَّذِي نَحضَرُ اليومَ افتتاحَ النسخةِ الخامسةِ منهُ، وهذا الموكبُ بِما يَتَضَمَنُّهُ من أَنْشِطَةٍ وَفَعَالِيَاتٍ تَعمَلُ على تَقدِيمِ خِدْمَاتٍ ثَقَافِيَّةٍ وَمَعْرِفِيَّةٍ يَكونُ امداداً وتعزيزاً إِضافِيّاً للخِدْمَاتِ المُقَدَّمَةِ مِن قِبَلِ العَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ ".
وَأَضَافَ " إنَّ هذهِ النُّسْخَةَ فِيهَا العَدِيدَ من الإضَافَاتِ والتَطْوِيرَاتِ، وتختَلِفُ عن النُّسَخِ السَّابِقَةِ؛ لأنَّ تكرارَ المُحتَوَى لا يُوفّرُ مُتَطَلَّبَاتِ تَقدِيمِ الخِدْمَاتِ واستِسَاغَتِهَا من قِبَلِ الزَّائِرِ؛ لِذلكَ عَمِلَتِ الجَمْعِيَّةُ وَبالمُدَاوَلَةِ مع إِدارةِ الشّعْبَةِ والقِسمِ على تَطويرِ هذه الفَعَالِيَةِ وَنَحْنُ نَسَعَى وَنَأمَلُ أنْ تُحَقِّقَ هذه النسخةُ أهدافَها المَرْسُومَةَ لَها، فَكَمَا يحتاجُ الزَّائِرُ إلى خِدْمَاتٍ تُسَاعِدُه على مَسِيرَتِه فَإنَّهُ بِلا شَكٍّ بِحَاجَةٍ إلى خِدْمَاتٍ رُوحِيَّةٍ وَمَعْرِفِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ لِذَلكَ نُحَاوِلُ أنْ نُقَدِّمَ مِن خِلالِ هذا المَوكِبِ هَذِه الخِدْمَات ".
مِن جِهَتِهِ أَوْضَحَ المُشرِفُ على المَوْكِبِ وَالمُفَوّضُ العامُّ للِجَمْعِيَّةِ الأُستَاذُ علي حسين عبد زيد هدفَ المَوْكِبِ قائلاً : " الموكبُ يَهْدِفُ إلى مَجمُوعَةٍ من الأَهدَافِ والقِيَمِ الَّتي من خِلالِهَا نَسْعَى لِتَحقِيقِ رُؤْيَةِ وَمَنْهَجِ الإِمامِ الحُسَيْنِ - عليه السَّلامُ - وَرِسَالَتِه السَّامِيةِ وأهدافِهِ وَتَوضِيحِها للزَّائرين، وكانَ الاستعدادُ لإقامةِ هذه النسخةِ مُبَكِّراً، وكانَ على عِدَّةِ مَرَاحِلَ وبِمُشَارَكَةِ عِدَّةِ لجَانٍ تَثقِيفِيَّةٍ وتنظيميَّةٍ وَتَحْضِيرِيَّةٍ سَعَتْ جَاهِدَةً لإقامَةِ هذِهِ النّسخَةِ وَبِهَذِهِ الحُلَّةِ الجَدِيدةِ والمُتَطَوّرَةِ كذلكَ تَمَّ زَجُّ المُشتَرِكينَ في هذا المَوكِبِ بِعدةِ دَورَاتٍ وِوِرَشٍ أَهَّلَتْهُم لتقديمِ هَذِه الخِدْمَات ".
وَأَضَافَ : " تَمَّ إعدادُ مِنهَاجٍ خَاصٍّ بِكُلِّ مَحَطَةٍ، يحتوي الموكبُ الّذي جاءَ بناءً على دراساتٍ وتحليلاتٍ لِمَا يَحتَاجُه الزَّائرُ مع التَّركيزِ علَى طَرِيقَةِ وآليةِ إِيصالِ المَادَةِ وَطَرِيقَةِ الإلقاءِ، وكيفيةِ اختيارِ الوَقْتِ المُنَاسِبِ للزائرِ؛ لأجلِ اعطائِه هذه الخِدْمَاتِ، وقد شَمِلَ المَوكِبُ ثَلاَثَةَ مَحَطَّاتٍ، محطةٌ تَستَهدِفُ الفِئَاتِ العُمرِيَّةَ من ( 16 سنةٍ) فَما فوق، وأخرى دونَ سِنِّ ( 15 سنةٍ) إضافةً إلى مَحَطَّةٍ للموَاهِبِ والإعلامِ، وتُعَقَدُ في كلِّ مَحَطَّةٍ ورشٌ ومحاضراتٌ دِينِيّةٌ ثَقَافِيَّةٌ عَقَائِدِيَّةٌ إرشاديَّةٌ وأخلاقِيّةٌ تُطَرَحُ بواسِطَةِ مجموعةٍ من أهلِ الخبرةِ والاختصاصِ وَحَسَب كُلِّ فِئَةٍ عمريَّةٍ وبِما يتلاءَم مَعَها ".
يُذكَرُ أَنَّ المَوْكِبَ الثَّقَافِيَّ قَد شَهِدَ في موسمِ الزِّيَارَةِ السَّابِقَةِ حضوراً وتفاعلاً كبيراً من قِبَلِ الزَّائِرين، وَنَتِيجَةً لِمَا تَحَقَّقَ فَقَد تَمَّت إِقَامَةُ هذه النسخةِ .
وافتتحتْ شعبةُ العلاقات الجامعيّة والمدرسيّة التابعة لقسم علاقات العتبة العبّاسية المقدّسة وتحت شعار( انت امن في زيارة الامام الحسين عليه السلام)، (40) مركزاً لإرشاد التائهين انتشرت على المحاور المؤدّية إلى محافظة كربلاء المقدّسة، من جهة بغداد وبابل والنجف الأشرف إضافةً إلى مركز المدينة، وقد رفدتها بـ(350) طالباً جامعيّاً من متطوّعي مشروع فتية الكفيل الوطنيّ التابع للشعبة المذكورة لإدارتها، ويندرج هذا المشروع ضمن مفاصل الخطّة الخدميّة لزيارة الأربعين.
وقال المُشرِفُ على هذه الأعمال الأستاذ منتظر الصافي، مسؤولُ وحدة الأنشطة الجامعيّة في شعبة العلاقات الجامعيّة لشبكة الكفيل، إنّ: "مشروع مراكز التائهين يعتبر من المشاريع الخدميّة والإنسانيّة، التي تولي لها العتبةُ العبّاسية المقدّسة اهتماماً خاصّاً منذ انطلاقته قبل عشر سنوات، وتتكفّل شعبتُنا برفد هذه المراكز بطلبةٍ من الجامعات والمعاهد، سواءً من الذين قد اشتركوا سابقاً أو الذين تمّ إشراكُهم جديداً بعد أن أُعطوا دورةً خاصّة بإدارة هذه المراكز، ويكون عملهم متواصلاً على مدار (24) ساعة بواقع ثلاث وجبات".
وأضاف أنّ: "المشروع اشترك فيه عددٌ من الأقسام الساندة في العتبة العبّاسية المقدّسة، كقسم المشاريع الهندسيّة متمثّلاً بشعبة الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقسم المخازن والإعلام والشؤون الخدميّة، إضافةً إلى أعمالٍ مشتركة مع العتبة الحسينيّة المقدّسة ومديريّة شرطة الطاقة".
وبيّن الصافي: "تضمّن المشروع كذلك افتتاح مراكز لإيواء المفقودين على جميع المحاور، مزوّدة بكامل المستلزمات التي يحتاجها المفقود، سواءً كانوا أطفالاً أو كبار السنّ لحين وصول ذويهم إليهم، كذلك زُوّد المشروع بعجلاتٍ تقوم بنقل التائه إلى هذه المراكز".
وأوضح أنّ: "مراكز إرشاد التائهين زُوّدت بحاسبة إلكترونيّة تعمل ببرنامجٍ خاصّ مرتبط بجميع المراكز فيه جميع بيانات التائهين، كذلك زُوّد المركز بأجهزة اتّصالٍ سلكيّة ولا سلكيّة وجهاز موبايل، وترتبط جميع المراكز مع بعضها بواسطة هذه الوسائل، وجميعها ترتبط بغرفة سيطرةٍ مركزيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ويكون عملها على مدار الساعة وفيها جميع البيانات المخزونة بسيرفرات خزنٍ خاصّة، وتُحدَّث بصورةٍ مستمرّة حسب كلّ حالةٍ ترد إلى أيّ مركز".
يُذكر أنّ مشروع مراكز إرشاد التائهين هو واحدٌ من المشاريع الخدميّة التي تقدّمها العتبةُ العبّاسية المقدّسة للزائرين خلال مدّة الزيارة الأربعينيّة، ويُعدّ هذا المشروع من المشاريع الخدميّة المهمّة الخاصّة بزائري الأربعين، وذلك لما له من أهمّيةٍ كبيرة في إيصال الزائر المفقود أو التائه إلى ذويه في أقلّ وقتٍ ممكن.
|