• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وُلِدْتُ بِكَ يَا رَبِيع !ا .
                          • الكاتب : رحيمة بلقاس .

وُلِدْتُ بِكَ يَا رَبِيع !ا

أَقْبَلَ الرَّبِيعُ بِأَلْوَانِه
اِنْسَكَبَ بِالرُّوحِ أَضْوَاء
وُلِدْتُ بِكَ يَا رَبِيع
وَنَبَتَتْ بِي خَمَائِلُكَ
صَفَاء وَ ضِيَاء جَلِيل
بِقَلْبِي اِنْهَمَرْتْ بَرَاءَة
الْعُشْبِ وَالنَّسِيمِ الْعَلِيل
 
نَمَتْ لِي أَجْنِحَةُ الْفَرَاش
لِأُحَلِّقَ وَ أَرْتَشِفَ الرَّحِيق
كَالنَّدَى ..كَمَاءِ الْغَدِير
أَسْرِي فَوْقَ الزَّهْرِ
وَبَيْنَ الرُّبَى أُنْشِدُ الْخَرِير
مِنْ دُمُوعِي الْحَارِقَة
أَطْوِينِي بَيْنَ أَوَرَاقِي
أَحْلاَماً تَعْبُرُ الزَّفِير
تَمْحِي الآهَ عَنِ الصَّدْرِ الْحَزِين
 
أُسَافِرُ إِلَى قِمَمِ الْبِحَار
أُعَا نِقُ النَّوْرَس وَالْمَوْجَ  وَالْمَحَار
أُنَقِّبُ عَلَى اللُّؤْلُئِ فِي الْعُمْقِ السَّحِيق
أَرْحَلُ إِلَى أَعَالِي الْجِبَال
أُسَامِرُ النَّسْرَ وَ الصِّغَار
أَتَأَمَّلُ كَيْفَ يَرْعَاهُمْ بِفَنَاء
مُتَرَبِّعاً فَوْقَ شُمُوخِ الْكِبْرِيَاء
 
بَيْنَ الدَّمْعِ وَ الْحُبِّ
أَسْتَخْرِجُ خَلْطَةَ الْوَفَاء
بَيْنَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَمِ
أَتَأَرْجَحُ أَرْفًضُ إِيذّاءَ الإِنْسَان
بِرَائِحَةِ الْحُزْنِ وَالأَلَم
أَسْتَنِدُ عَلَى صَخْرَةِ الْجَلَد
أَتَحَدَّى الصَّعْبَ فِي عَنَد
 
حِينَ أَعْبُرُكَ
أُولَدُ بِكَ مَرَّةً وَمَرَّة
أَسْتَنْشِقُ عِطْرَ الْمَحَبَّةِ عَبِير
مِنْ حُلَّتِكَ
أَرْتَدِي فُسْتَانَ الْحَرِير
أَكَحِلُ أَحْدَاقِي مِنْ حَقْلِكَ الْخَضِير
 
بَيْنَ الْغَابَة وَ الْبَحْر
نَسَمَات الصُّبْحِ وَ الْمَسَاء
تَسْرِي بِالتَّغْرِيد
شِتَائِي زَخَّاتُ أَمْطَار
رَبِيعِي أَمْوَاجُ صَفَاء
صَيْفِي وَفَاء
وَ خَرِيفِي جُنُونُ رِيَّاح
مَخَاضٌ بَيْنَ الآه وَ حُبِّ الْحَيَاة
أَرْتَدِي الْخُضْرَةَ وَطَن
وَبُرُوقِي تَلْمَعُ أَمَل
أَجْتَازُ الْمَسَافَات لِسَقْفِ الأَحْلاَم
لِتَرْتَعِشَ بِالْفُؤَادِ زَفَرَات
تَارَةً أُلاَمِسُهَا فَرَحا
وَ أُخْرَى أَرَاهَا   سَرَاب
 
أَلنَّهَارُ غَرِيبٌ فِي مَرَافِئِ الْهَدِير
سُفُنٌ عَلَى جَنَاحِ النِّسْيَان
وَصَيْحَاتٌ مَوْؤُودَةٌ
تَعَفَّنَتْ فِي طَيَّاتِ الإِنْتِظَار
اللَّيْلُ يّمْحِي الضَّيَّاء
اَلنُّجُومُ تَخُبُو فِي الْخَفَاء
 
نُسْرِعُ الْخُطَى
وَئِيدَةً تَتَلاَشَى
لاَ شَمْسَ لَنَا
لاَدِفْءَ ,,لاَ شِفَاء
صّقِيعٌ عَلَى وَجْهِ الْمَوَتَى
وَ حُلْكَةٌ تَغْمَرُ الْمَرْمَى
أَجْرَاسٌ تَرِنُّ بِلاَ صَدَى
 
حِينَ تَعْتَرِينَا الْمَرَارَة
كَفَوَهَاتٍ تَفُورُ دَم
بَرَاكِينُ رَمَادٍ مُلْتَهِب
بَيْنَ الْقِمَّةِ وَ السَّفْح
تَجَمَّدَ الثَّلْجُ بِالنَّبْع
لاَ شَيْءَ غَيْرَ رَشَاشِ الْجَمْر
تَتَطَايَرُ تَنْفُثُ السُّمّ
 
عُبُودِيَّةُ الدَّمْع
اِنْحِنَاء الْكَسْر
صَدِيدٌ أَنْطَوِي بِالجُرْح
أَتَأَوَّهُ مِنَ النَّزْف
أَشْمَئِزُّ مِنَ الْغَدْر
ضَاقَ بِي الزَمَان
جَسَدِي تَرَهَّلَ بِحُرْقَةِ  الدَّهْر
 
أَتُوقُ لِغَابَةٍ مَسْحُورة
بِهَا قَصْرُ الأُسْطُورَة
بِلَيَالِي الدِّفْء مَغْمُورة
لاَفَرْقَ بَيْنَ مَعْلُومَة وَ مَجْهُولَة
ضِيَاءَاتُ الأَقْمَارِ مَنْشُورَة
وَنَهَارَاتٌ خُيُوطٌ ذَهَبِيّةٌ مَنْثُورَة
 
آهَاتٌ وَ أَسَف
تَغْرِيدٌ الْبَلاَبِلِ نَشِيدٌ سَجِيّ
خَرِيرُ الْمَاءِ هَدِيرٌ شَجِيّ
شُمُوخُ الْجِبَالِ انْحِنَاءَة أَبِيَ
سَلاَسِلُ وَ قُيُودُ غَبِي
تُدْمِي  وَ تُضْنِي
لَكِنْ لاَ تُكْسِرُ وَ لاَتُجْدِي
عَزِيمَةٌ أَصْلَبُ مِمَّا يَنْوِي
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16045
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15