سيدي.. آيةَ الله العظمى السيد الحكيم.. مرّت الايامُ على رحيلك.. ولكن....
ما زلتُ
بينَ دهشتي الأولى وبين دمعتي الأخرى..
عليكَ اسألُ..
هل يا ترى..
حقا رحلتَ ؟..
ولم أمُتْ حزنًا عليك؟
وفيك بُدّل منزلُ ؟
أنا لستُ أدري كيفَ قد عمي البقاءُ...
فلا يراكَ..!
فلستَ مما يُجهَل
أنا لستُ أفقهُ فهمَ ظلِكَ..
فهمَ أنَّ ضياءَك الأسنى يغيبُ ويأفلُ
أنا لستُ أعرف..
أنْ أحللَ رؤيةً لك بالشجى..
لا بالنواظر تحصل
هي لحظةُ التوديع...
قالوا قد ترجلتَ الحياةَ،
ككلِ من يترجلُ..
هي لحظةٌ..
رحلَتْ..
ولكنّي بها أبقيتُ عمري..
ما مشى بيَ موئل
وفتحتُ تأريخًا جديدًا للحياة ِ
من الرحيل إلى الرحيل....
ويُسدَل..
ما كان في فحواهُ من معنى...
سوى دمعي..
على أوراقه يتنقل
دمعي لأجلكَ؟
ام لأجلي؟
لستُ ادري
غيرَ أنيَ دامعٌ متكربلُ
ابكيك صرحًا..
قد تناثرَ بالردى
فتناثر المجدُ التليدُ الأمثلُ
أما سنيُك
- عدَّها من عدَّها -
لم يبلغِ التسعين منها المعقل
لكنها ذكراك..
تسْقيها مضت سحبُ الخلود ندى
فلا تتحلحل ...
يومٌ رحلتَ به...
سماءٌ أُطبِقَت...
لم يبقَ الا القبرُ..
حيث ستنزلُ
سكتَ الوجودُ عن الوجود
وما به..
إلّاكَ...
بالذكرِ المبجَّلِ تحفلُ
لكنما انطقتَهم
ببكائهم إياك ما صوتٌ عليك يهلّل
هذي هيَ الزهراءُ..
سيدةُ الجوى..
تبكي بقربك والمدامعُ تهملُ *
وبيوم زينِ العابدينَ..
أراكَ قد هَدَجَت ركابُك..
واللسانُ يبسمل :
بسمِ الإلهِ...
فقد رحلتُ، ولن أعودَ..
وعندَ حيدرَ يستقرُ المُنزَلُ
...............................
* شوهدت الزهراء (ع) يومَ وفاته (قده) في عالم الرؤيا تبكي في الصحن المشرف..
شوهد (قده) قبل وفاته في عالم الرؤيا ذاهبا للصحن المشرف في هيأة توحي بالرحيل دون عودة
..
محمد رضا السيد زهير الحكيم..
1 صفر 1443
|