• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مؤسسة الأخبار الكاذبة .
                          • الكاتب : احمد البوعيون .

مؤسسة الأخبار الكاذبة

تتكون مؤسسة الأخبار الكاذبة من مجموعة من الدوائر والأقسام تعمل على صياغة الأخبار الكاذبة ومتابعة الأحداث بطريقة مهنية وحرفية عالية لتعطي انطباع لدى المتلقي بأنها أخبار وأحداث حقيقة جرت وسط مناخ شابه جزء كبير من الفساد والتعتيم لكي توصل المتلقي إلى مرحلة الانكسار النفسي والإحباط ثم التمرد والعنف لكل ما هو حقيقي ووهمي يصادفه المرء وبذلك تصل إلى مرحلة خلط الأوراق بين المنجز وغير المنجز و بين المسبب للمشكلة والسبب في حل المشكلة .
 
وهذه المؤسسة هي امتداد للمدرسة الغوبلزية أو الصحّافية التي انطلقت أثناء حرب إسقاط البعث عام 2003 حيث تعمل وبكل جد على أيجاد بدائل للحقيقة تكون بديل مناسب ومحرف للحقيقة من حيث الصياغة وقوة الخبر ونوعية الخبر وموضوع الخبر.
 
وهي عادة ما تختار وتعمل على تشويه الحقيقة وتحوير المنجزات إلى فشل والمكاسب إلى تنازل وكذلك تعمل على إيجاد الفرقة بين المكونات السياسية أو القوميات أو المذاهب من خلال بث أخبار كاذبة ذات موضوع مثير يتناول صلب العلاقة بين هذه المكونات من خلال تحريف شكل اللقاءات والتصريحات والتركيز على بعض الخلافات وإظهارها على أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة .
 
بحيث تملك هذه المؤسسة تمويل جيد وتملك وسائل إعلام متعددة كالصحف والمجلات والفضائيات والمواقع الالكترونية والتي تبث من خلالها كل يوم من 5 ــ 10 أخبار كاذبة ذات صياغة محترفة وفي مجالات متعددة كالأمن والسياسية وحقوق الإنسان ، وقد وصلت بعض هذه المواقع إلى درجة الارتقاء إلى وكالات أنباء حيث تتصدر أخبارها العديد من وسائل الأعلام التي لا تملك آلية معينة لرصد الأخبار وغربلتها أو الاعتماد على مصادر موثوقة أو العمل بمهنية صحفية وإعلامية شريفة لان من يديرها ومن يقف ورائها قد خرج من ثوبه الأخلاقي بالمرة .
 
والغريب في الأمر إن هذه الأخبار الكاذبة استطاعت أن تصل إلى مواقع إعلامية حكومية وحزبية ودينية وأثرت بشكل ملحوظ وتصدرت أخبارها الصفحات الأولى رغم أنها موجه ضد هذه الفئات كالحكومة والأحزاب الحاكمة والمؤسسات الدينية .
 
ورغم إن مؤسسة الأخبار لكاذبة تنتمي إلى فكر وعقل النظام السابق من خلال طريقة صياغة الخبر وأسماء إعلامييها إلا أنها تستخدم ميزات وايجابيات الوضع الحالي للتعبير عن ماضيها الأسود والانتقام بنفس ميزات وايجابيات الوضع الحالي من ضحايا النظام البائد ومؤيدي الوضع الجديد , وهذه مفارقة فنية وتاريخية للضحايا السابقين والمضحين الحاليين الذين لا يجيدون التعبير عن ظلمهم ولا يستطيعون أنصاف مظلوميتهم أمام هكذا مؤسسة .
 
وكما يقول المثل الشعبي العراقي (چذب مصفط أخير من صدگ مخربط )
 
وإنا لله وإنا أليه راجعون
 
احمد البوعيون




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16009
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12