الانسان كائن يعيش على الارض مع الحيوانات ويختلف عنها بميزة وهبها الله تعالى تعرف "بالعقل".
يمثل العقل الادارة الكبرى التي يدير الانسان بها مواقفه وتصرفاته وتحركاته وارادته في هذه الحياة.
لا يُقدم الانسان على خطوة ضارة الا والعقل يخاطبه بالمنع والحذر ولا يقدم على خطوة نافعة الا والعقل يدفعه ويحركه ويحسن له التصرف.
في قوانين العقل لا يتم رفض موضوع الا بدليل ولا يمكن الاعتقاد بفكرة او اصدار حكم معين بدون شاهد او حجة ، فان حكم الانسان على شيء بلا دليل او شاهد قدم العقل هنا استقالته واعلن عن عدم مسؤوليته عن مثل هذا الحكم او القرار.
الانسان امام اللقاح له حرية التصرف الكاملة لكن ان يحكم على اللقاح دون شاهد او دليل معتبر فهذه جناية بحق التخصص والعقل وهنا المنطق العقلي يقدم استقالته ويعلن عن اخلاء مسؤوليته ويرمي بالكرة في ساحة التسرع والعاطفة والعشوائية.
حكم اخذ اللقاح مثل حكم اخذ سائر الادوية، فلم نثق في الطبيب في صرف مختلف الادوية ولا نثق بالطبيب نفسه الذي يقسم لنا باهمية اللقاح!
لمَ نثق بالطبيب حين يجري عملية كبرى ويعطي نسبة نجاح ٧٠٪ او اقل مه ذلك ومع هذه الخطورة نقدم على العملية لاننا نرى وبرؤية الطبيب ايضاً ان لا مهرب من العلمية وكأن الباب مغلق تماماً.
يتخوف بعض الناس من خطورة اللقاح ولا يتخوفون من المرض نفسه الذي هو اخطر من اللقاح بمليون مرة حيث في اللقاح لا يستقبل الجسم نفس الفايروس وانما بروتين وما شابه واما في الاصابة فان الجسم يستقبل الفايروس سواء كان العادي او المتطور.
نحن نخاف من احتمالية الضرر بسبب اللقاح ولا نخاف من اثر المرض ومضاعفات الاصابة بالفايروس!
نحن نرى كل يوم كيف تموت الناس وكيف تعاني من الوباء ونراهم يسقطون امام اعيننا بل ان المستشفيات لا تستوعب عدد المصابين لكثرتهم ونراهم يطلبون الهواء من شدة تأثير الفايروس على الرئتين ومع ذلك لم نشاهد ولم نعرف ضرر وخطورة اللقاح كما نشاهد ضرر وخطورة الفايروس؟
اعلم تماماً حجم التأثير السلبي للاعلام المضلل والمتسرع وكيف ان الناس ينطلقون للتصديق بالمخالف للمشهور بلا دليل معتبر.
لكن هذا لا يبرر بقاء الناس على نمطية الاخذ من الجهلاء الى يوم يبعثون! لا بد ان من استفاقة مبكرة قبل ان نرحل بجهلنا الى عالم اليقين والحساب.
|