وما بينَ الشّهادةِ والزِّفافِ
ثمارٌ ناضجاتٌ للقطافِ
ولكنْ ثمرةُ الأولى خلودٌ
وإرواءٌ يُعاندُ للجَفافِ
إذا ما أُلجِأَ الحرُّ اختياراً
حياةَ الذُّلِّ أو موتَ الشِّرافِ
تَخَيَّرَ موتَهُ برحيبِ صدرٍ
وذاكَ" القاسمُ " الحُرُّ الموافي
مَنِيّتَهُ المُقاطِعُ وعدَ عُرسٍ
لأَجلِ الدِّينِ لا فعلَ الجُزافِ
تَنَكّرَ للصِّبا والحُلْوِ فيهِ
وأَلوى عن لذائذِهِ اللِّطافِ
صغيراً خائضاً حرباً عواناً
يسوقَ شيوخَهمْ سوقَ الخِرافِ
على ابنِ المجتبى يا عُظْمَ حُزني
يَبيسُ الثّغرِ مُحترِقُ الشِّغافِ
ثلاثاً كانَ لم يرشفْ لماءٍ
لِيَرشفَهُ الرّدى أيّ ارتشافِ
أَمامَ العمِّ زَفّتْهُ المواضي
مُلَبّسُهُ مِنَ النّبلِ الخِفافِ
عليكَ مِنَ الّذي يرثي سلامٌ
ودمعٌ لم يكنْ يوماً بكافِ
فيا ابنَ كريمِ أَهلِ البيتِ عفواً
إذا ما قَصّرَتْ مِنِّي القوافي
|