لايخفى على الجميع بإن مهنة الأطباء هي مهنة إنسانية المراد منها أنقاذ أرواح الناس ومساعدتهم على تحسين صحتهم وأعادة حيويتهم ونشاطهم ، وهذا لم يكن في الوقت الحاضر حسب، أنما هو منذ وجود الإنسان على هذه الأرض ..
واليوم أصبحت هذه المهنة الرائعة بكل معانيها الإنسانية أصبحت مهنة للتجارة بحياة الناس بلارحمة ، وكون العراقيين قد مرت عليهم ظروف صعبة وقاسية من حروب مدمرة وحصار بغيض ومعانات طويلة وأرهاب مستمر منذ سنوات فلا نبالغ إذا قلنا بأن هناك النسبة الأكبر من العراقيين اليوم هم يعنون من الأمراض المختلفة ، ونجد أيضاً بأن النسبة الكبيرة من الشعب العراقي هم من الطبقة الكادحة ذات الدخل المحدود وأن أفراد هذه الطبقة إذا ماداهم المرض منهم طفلاً أو شيخاً أو أمرأة فانه يصبح تحت فكي كماشة لاترحم بين قسوة المرض وجشع الطبيب ، حيث أنه وبعد سلسلة من الفحوصات الروتينية من تشخيص وتحليل وأشعة يجد ذوي المريض بأن جيوبهم قد فرغت بشكل كامل من الأموال ولايجدون مايملكون لدفع باقي الفحوصات والتحاليل فيضطرون للعودة بمريضهم إلى البيت وهو يعاني شدة الآلام ..!!
كما أن المواطن لايجد الرقابة على العيادات الطبية الخاصة ومايجري فيها من أهوال وأبتزاز للمريض ، والمفروض أن تكون نقابة الأطباءحاضرة بقوة في هذا القطاع الإنساني حتى لايتشوه ويبتعد عن هدفه الإنساني بتصرفات بعض الإطباء الجشعين الذين أساؤ ا إلى هذه المهنة الإنسانية الرحيمة..!
ويقول البعض من القريبين من القطاع الصحي ..أن الطبيب وعندما يفتح عيادته الجديدة يبدأبالتفكير في تأثيثها بأحدث الموبليات وملأها بالأجهزة المهمة والمعدات الطبية وجلب معدات المختبر ،ثم يفكر بالسيارة وبعدها في شراء الدار وهذا طبعاً يحتاج من هذا الطبيب المستجد أموال طائلة فيضطر أن يرفع سعر المراجعة إلى مستوى عال كما أنه يجبر بعض المرضى على القيام بالتحاليل داخل عيادته ولايقبل منهم أن يذهبوا إلى مكان آخر كما أنه يتعاقد شهرياً مع صيدلية مجاورة لعيادته ويأخذ معهم (النص) كما ويتفق معهم على أعطاء المريض أدوية باهظة الثمن ،كما أن عيادات بعض الأطباء تعج بالمروجين والسماسرة والوسطاء الذين يحلبون المريض حلباً تحت جملة من الأمور منها تقديم السره للمريض أو جلب بعض الأدوية المفقودة من مكان بعيد أو تسهيل أمر الفحصوصات والأشعات وهكذا ..فهؤلاء هم بمثابة بلاء آخر على المريض المسكين يضاف إلى بلاء الطبيب وبلاء المرض .!!
فأين نحن ياترى من تعاليم ووصايا الأسلام ، وهل أن ديننا الحنيف يسمح لنا أن نستغل المرضى بهذه المستوى من الأنحطاط الأخلاقي ، حيث نجد بعض الأطباء يحاربون بعض زملائهم الذين يأخذون أجور رمزية على معايناتهم ويضعون العراقيل بطريقهم ويقاطعونهم بشكل عجيب ، وكأن هذه المهنة الإنسانية أصبحت مهنة لسلب الناس أموالهم وأختلاس أرواحهم،وليس مهنة لإعادة الأمل لهم بحياة صحية خالية من الأمراض والآلام ..!! |