• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سليلُ القرابين .
                          • الكاتب : حسن الحاج عگلة .

سليلُ القرابين

ويسيرونَ مُطمَئنِّينَ بالا
يقطعونَ السُّهولَ والأَجبالا

واثقينَ الخُطى مُلوكاً بحقٍّ
فيهمُ تحتفي الصّحارى اختيالا

كُلُّ نجمٍ يودُّ أَنْ لو يُقيموا
عندهُ طامحاً ينالُ الجلالا

ثُمّ لا يبتغي لذاكَ حُدوثاً
وعَنِ المطمحِ العظيمِ استقالا

مُشفقاً بالذي يَوَدُّ ويرجو
حيثُ أَصخى لهاتفٍ إذ تعالى

المنِيّاتُ يَتّبِعنَ خُطاهُم
قاصداتٍ إلى المصيرِ امتثالا

إنَّهُ ركبٌ قالَ عنهُ حُسينٌ
وحُسينٌ مُصَدّقٌ إنْ قالا

أَدركَ الفتحَ لاحقوهُ وفازوا
وعليٌّ قد كانَ فيهِ السُّؤالا

أَوَلَسْنا على ال... بلى كانَ ردّاً
مِنْ هِزَبْرٍ يُحَدِّثُ الرِّئبالا

هكذا شَيّدَ الحسينُ لصرحٍ
كُلّمَا يهدمونَ فيهِ استطالا

يا أَبا عبد اللهِ طفُّكَ طيفي
قد أَراني مِنْ حالِهِ أَحوالا

مُزدهيني مُعَذِّبي برؤاهُ
فيهِ فكري يُواصلُ الإعمالا

أَنتَ لا غيرُكَ الّذي كانَ يوماً
مالِئَ الدُّنيا والورى إشغالا

أنت للخانعينَ عشْبةُ عِزٍّ
تستفزُّ الهوانَ والإذلالا

يا لأَحزانِكَ اللّذيذاتِ تسقي
خدَّ مَنْ قد بكاكَ دمعاً زُلالا

أَيُّها الصِّنديدُ الّذي حينَ صالا
وبجمعٍ مِنَ الفيالقِ جالا

خَطفَةٌ زلزلَت بهم زلزالا
خَبَطَتْهُم يمينَهُم والشِّمالا

بطلٌ أَشجَعٌ بما قد أَتاهُ
رَوّعَ الحربَ سَفَّهَ الأَبطالا

خاضَ بحراً مِنَ الدِّماءِ سفيناً
سيفُهُ يجذِفُ الرؤوسَ الثِّقالا

وعلى شاطئٍ مِنَ الحمدِ أَرسى
وعلى اللهِ أَمعَنَ الإتِّكالا

قائمُ السّيفِ مُتّكاهُ وعرشٌ
نافذُ الحُكمِ مُغمداً واستلالا

يا سليلاً إلى القرابينِ  تُمسي
ذاتَ حقدٍ مُقَرّباً واحتيالا

أَسرفَ المبغضونَ فيكَ عداءً
مُنذُ " لاءٍ " وأَلْفها ما مالا

وارتضاكَ المُحِبُّ أَنْ تَتَماشى
وهَواهُ وجاهةً أو مالا

غيرَ أَنّ الجديرَ فيكَ جديرٌ
وعَنِ الدّربِ لم يَحدْ قد آلى

إنَّني سرتُ سَيرَكُم بشعوري
واختَزَلتُ المُفَصّلاتِ اختزالا

عالماً باليقينِ قَدْرَ قصوري
طالباً منكَ عثرتي أَنْ تُقالا
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159238
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15