قد يتساءل البعض عن سبب تركيز شيعة أهل البيت(ع) على إحياء الشعائر الحسينية وديمومة ذكر الحسين(ع) على مدار العام، وكيف أن أغلب الجهد منصب باتجاه قضية الحسين(ع) بكل أبعادها.. في حين أن علينا توجيه هذا الاهتمام نحو إمام زماننا الحجة بن الحسن(عج) تطبيقاً لحديث رسول الله(ص): (من ماتَ ولم يعرفْ إمامَ زمانه ماتَ ميتة جاهلية)، فهو إمام العصر والزمان، والأولى بالاهتمام الأكبر؟!
والرد على هذا التساؤل يأتي من إمام زماننا(عج)، فبالإضافة إلى أن التركيز على القضية الحسينية هو منهج ليس من اختيارنا، بل خطه لنا أئمة اهل البيت(ع) من خلال الكمّ الكبير من الروايات التي أكدت على ذلك، فإن الإمام الحجة(عج) هو بنفسه من يحثّ شيعته على صبّ الاهتمام الأكبر على ذكر جده الحسين(ع) حين يقول: (لأندبنَّك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).
وهو أيضاً من سيتجه نحو الطف خلال ظهوره الشريف، ليعلن مظلومية الحسين(ع) أمام كل العالم، حاملاً الطفل الرضيع وهو يقول: يا أهل العالم ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه.
أما أهم دليل على ارتباط الشعائر الحسينية وذكر الحسين(ع) بمعرفة إمام زماننا، فيتجسد بشعار الثورة المهدوية وهو (يا لثارات الحسين) والذي سوف يرفع رايته الحجة بن الحسن(عج) لإقامة دولته العظمى، مما يؤكد على أن زيادة الوعي والاهتمام بالقضية الحسينية هو المفتاح للدخول في ساحة إمام زماننا(عج)، والذي تعتبر ولادته الشريفة في هذه الأيام المباركة، وتزامنها مع زيارة ملايين الشيعة لجدّه الحسين(ع) دليل يحمل في طيّاته الكثير من الرمزية التي تشير الى الارتباط الوثيق بين القضيتين؛ لذا كان ذكر الحسين(ع) وإحياء شعائره المترسخة في عقيدة الموالين لأهل البيت(ع) هي في حقيقتها العملية والواقعية شعائر مهدوية المضامين والأهداف، وأفضل وسيلة للتقرب من إمام زماننا(عج).
|