ولد الشيخ محمد بن الكيّال عام(515هـ) في محلة السينية، جده لأبيه كوكب بن سعيد الحلي, للشيخ الكيال مؤلفات عديدة، اشتهرت في زمانه وكانت مرجع الظمآن للتزوّد بأبلغ البيان في تفسير القرآن، وكتاب (بصائر السالكين في أصول الدين)، وكذلك كتاب (قلائد النحو في إثبات البعث والنشور)، وكتاب واف اسماه (بساط النشاط في مواضع الاحتياط)، كذلك كتاب اللحن الخفي واللحن الجلي.
وقد أثنى عليه شيوخ زمانه وأقرانه ووصفوه بأنه تميّز عن سواه، وقيل عنه أنه رجل ذو عبقرية فريدة في أي موضع كتب أجاد وأغنى واعتمد في الكثير من الآراء، وكانت تصانيفه مرجعاً للبحث والكتابة، وبذا افتخرت الحلة السيفية المزيدية بفحل من فحولها أغنى مكاتبها القديمة بآراء وبحوث يحتاجها أي كاتب مصدراً صحيحاً وأميناً.
ابن البقال
هو شمس الدين محمد بن الحسين الحلي المشهور بـ(ابن البقال)، إن هذه التسمية المضافة للعمل أو المهنة أو المدينة كثيراً ما ترد في تسميات وعناوين البعض من الناس، مثل: ابن الوزان، وابن الحطاب، وابن الحائك، والحلي، والعتائقي، والبرسي، والبغدادي.. وهي أحياناً إضافة معروف إلى معرفة.
من الأفذاذ الذين انتسبوا للحلة شيخنا (شمس الدين ابن البقال)، حيث ولد وترعرع في هذه المدينة الخالدة؛ كان حاضراً مجالسها ودواوينها الدينية الثقافية المنتشرة في بيوتاتها ومدارسها ومساجدها، وكان فيها فقيهاً عالماً وخطيباً مبرزاً، وكان معاصراً لمجد الدين أحمد بن علي بن الحسن بن خليفة البغدادي الأصل، والحلي المولد والسكن والدراسة.
إن هذين العالمين الجليلين كشجرة أثمرت في موطنهما، وأفادا بعلمهما في مدينتهما الحلة الفيحاء، كذلك في بلاد الشام سوريا، وخصوصاً في دمشق وحلب، فانتفع بعلمهما خلق كثير ممن وجدوا ضالتهم في فكر وعلم وأدب اساطين الفيحاء، روّاد منهج وعلم آل بيت رسول الله(ص)، حيث هو النهج والمعرفة العقلانية الإنسانية الإسلامية الصحيحة، فكانا هما وغيرهما شعاع شمس للعرفان، أضاءا ما حولهما تيمّناً بسيرة المعصومين(ع) في طلب ونشر المعرفة، وهذا مبدأ وديدن الصالحين في نفع الناس أجمعين.
|