من أعلام الحلة الفاضل أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن الحسن بن علي الهرقلي الحلي، أبوه من مريدي وتلامذة جهبذ أهل عصره، العالم الجليل رضي الدين بن طاووس الحلي، نهل من غزير علمه، واستفاد من تجارب أقرانه من تلامذة ابن طاووس (قدس سره) في زمن رقي الحوزة الدينية في الفيحاء، فبرز خطيباً ومحدثاً لامعاً في مجالسها، يُعتد برأيه عند الكثير من العلماء من جلساء حلقات درسه، وما أكثر الحلقات آنذاك في دواوين ومساجد الحلة، وهي تعيش عصرها الذهبي.. وكانت آراء (الهرقلي) في الفقه والعبادات ومكارم أهل بيت النبوة الطاهرين، يتعطش لسماعها جلساؤه، فيزدحم المسجد عند اعتلائه منبر الحديث والخطابة.
ومما يُذكر أن والده أرقى نموذجاً وأفخر مجلساً وعلماً، ويُحكى أنه أصيب بمرض عضال، ولكن دعاء المؤمنين له بالشفاء، إضافة لنقاوة وطهارة مبادئه، وشدة تعلقه بآل البيت الأطياب(ع)، حباه الله(عزوجل) بلقاء الإمام الحجة المهدي(عج)، وبلمسة من يده الكريمة الطاهرة شُفي هذا العالم الجليل، فكانت كرامة من كرامات البيت النبوي الطاهر.. ومما يُذكر أن تسمية (الهرقلي) هي نسبته إلى قرية من قرى الحلة.
|