• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صبر السيدة زينب عليها السلام .. .
                          • الكاتب : شهد احمد صبار .

صبر السيدة زينب عليها السلام ..

 ك شجرة زيتون مباركة أصبحت تُسقى بماء الوجع والالم ..فزادها صموداً وشموخاً ..تسابقت الغيوم ..غيوم الجروح والاوجاع ..لترشق مياهها لتُخفف كل ذلك الحمل الذي بجوفها على تلك الشجرة اليتيمة ..فأصبحت تطوفها كل ليله ..ل تهبهى دموعاً ابدية ..كانت السيدة زينب مثالا في كل الاوصاف ..في الصبر والعفه ..العلم والزهد ..التضحيهوكذالك الوفاء ..منذ صغرها وحتى مماتها ..ك امها الزهراء عليها السلام  ف حتى الصبر خجل من صبرها ..في تلك الليلة ليلة الجرح الخالد ..ليلةٍ ستظل موحشة طول الدهر ..ليلة الحادي عشر من شهر حرمة الدم شهر محرم الحرام ..فهي رغم مارأتهُ ورغم انكسار الامل على مرآة عينيها ..إلا انها بقت صامدة ..ك جبلٍ شامخ ..ك اسطورة من السماء وطأت قدماها الارض وعانقت بشموخها السماء ..وبالرغم من انهُ جرحها الاوسع في جوف قلبها إلا انها ضربت اامثال الاروع في الصبر والعفه ..لتبين للاجيال ..ولتزرع فيهم تلك البذرة المُضيئة ب الايمان بالله تعالى ..أن لاتنطفئ تلك الجمرة التي تقع باعماق قلوبنا ..وبان جرحها سيبقى خالداً فينا ..يسري مع دمائنا ..بعروقنا وشراييننا ..بإن نصونها بقلوبنا ..وافكارنا ..ان نكون اشجاراً خضراء صغيرة ..تحتمي بظل اوراقها العتيقه ..ان يكرمنا الله بالنظر الى ذلك النور الذي ينبثق من كل جزء منها ..فهي ستظل مثالا خالداً لصبر ستبقى مناراً للاجيال واقتداء لكل قلب ..فصبر السيدة زينب عليها السلام سيظل منبرا وهاجاً في كل زمانٍ قائماً.. يقتدي من فيض نورهِ الاجيال ..فصبرها فاق آفاق الارض وبقى يلامس خصلة الفجر البعيدة ..تلك المليئة بالامل ..المؤمنة بإن الله لايَضيعُ عنده مثقال ذرةٍ من خردل ..كان الايمان بالله ممتزجاً مع دمائها ..يجري فيها كالماء العذب ..وينغمس بأدق تفاصيلها ..باقوالها وافعالها ..لذا فلا بُد أن ينبثق من كل ذلك الايمان درعٌ من الصبر ..صبرٌ خالد ..صبرٌ عظيم ..لايحملهُ إلا العظماء ..فهي ابنهُ ذلك الفارس الذي قتل صناديد العرب ..الفارس الاوحد ..والمغوار الامجد ..الذي جعل الملوك العظماء عظاماً ..فعاشت مع عينيه.. عيني ابيها ..ك اميرةٍ لايُرى ظلها ..حتى ذلك اليوم ..اليوم الذي غرقت به السماوات من بكاء سكانها ..وغرقت به الارض من دماء اقمارها ..لتحمل رسالة التضحيه رسالة الوفاء ..رسالة "هيهات منا الذلة " ..لتجسد للانسانية معنى واضح معنى بزغ ك بزوغ الشمس من تحتِ يديها ..ليصل صوتها صوت الحق الى اسماع كل بقعهٍ على الارض ..ف جاهدت وكانت خير مجاهدة ..حتى ارتعشت لها اصوات الظلم في حناجر الظالمين والفاسقين ..ف زلزلت اعمدة الكفر والطغيان ..لتجسد معنى الصبر والرضى عندما قالت "مارأيتُ إلا جميلا من صنع الله " لترد الجهلاء الظالمين بفصاحه ..فصاحه لسان ..فصاحه عقل ومنطق ..ف كانت علماً مرفوعاً امام تنكسات الرؤوس ..وخيمةً لبنات الطهر فحملت دموعهن ..وواست جروحهن ..ومسحت بيدها على رؤوسهن ..لتكون الملاذ الآمن ..والصدر الصامد امامهن ..مع ان جراحها تناثرت بكل اجزاء روحها ....هي زينب هي زينب تلك المرأهالعظيمه ..تلك الفؤاد والروح ..العشق والمعشوق ..تلك هي سيدتنا زينب عليها السلام ..ستظل خالدة فينا بصبرها وبكل اوصافها ..وسنظل ننتظر ..ننتظر ذلك الامل ..ذلك النور الذي يملأ الارض بالضياء ..الامام القائم المهدي (عجل الله تعالى لهُ الفرج) بإن يُحق حقها ..بإن نكون اجيالا نحمل سيوفاً متلئلئة من شدة صقلها بالايمان والصبر ..ان نحملها بداخل عقولنا لنكافح بها ..لنقاتل بها الظلم الظلم والفساد ..

في الختام وإن بلغتُ بحوراً من الكلام ف كلماتي سيظل يكتسيها العجز  عن وصف سيدةٍ تعانق السماء ..وتتوسط قدماها الارض ..عن وصف ولو بجزءٍ شحيح منها ..ستظل سيدة الشموخ والصبر ..وسيظل الصبر متفاخراً بها وهنيئا لهُ ذلك ..وستظل هي سيدة كل الاوصاف وسيدة الكلمات .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158848
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13