• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثقافة الإمام الحسين (ع) وفكرية النهضة .
                          • الكاتب : ذكرى الانباري .

ثقافة الإمام الحسين (ع) وفكرية النهضة

  معرفية سيد الشهداء (ع) الموسوعية جعلت موروثه المبارك كنزاً معرفياً لا ينضب، فقد ترك لنا شمولية معرفية، يتطلب الوقوف عليها من أي متأمل متابعة كل مفردة من مفردات حياته، لنصل إلى معرفة المنجز الحسيني الثقافي والفكري الذي يستلهم الفكر الرسالي المحمدي شتى مناحيه الإعجازية، فهو كجده النبي (ص) في المواقف التأملية الواعية، وكأبيه علي بن أبي طالب (ع) في مرتكزاته البلاغية والفكرية المؤمنة، وكأمه الزهراء (ع) التي استطاعت إنطاق الصمت في جمل ثورية ناهضة، وكأخيه الحسن بن علي (ع) في تجربته وحكمته وجهاده الصبور، كما تماثل مع الأمر الإلهي الذي أهله للدور التضحوي، والعصمة التي ألهمته سمات المجد والخلود... فهو يرى أن على الناس التمسك بالتقى، والابتعاد عن المروق، ويبدأ بالمعرفة المبرهنة على استحضار الصفة الربانية: كاستخلاص الوحدانية والجبروت، وعدم وجود الإرادة القادرة على التضاد، فهو بلا مثيل، ومثل هذه المعرفية السامية تشكل قلب الموقف الحسيني الذي ترجم المعنى القرآني بمعركة تكوينية مدركة؛ فلذلك هو يرفض القياس، وهذه المنظومة المعرفية الحسينية تعمل لإبعاد الالتباس والاشكاليات المغروسة في عمق جاهليتهم، فهو حمل بذور النهوض بمظاهره المختلفة، ليعبر عن امكانية الانطلاق الإسلامي الحضاري.
 ولابد من كسب الحمد بالنجاح وليس بالمطل المذموم، وكل معروف لا يشكر فالله هو الذي سينجز له العطاء، وهذه قيمة من قيم التأسيس المعرفي الثقافي، وهذه المفاهيم تجعلنا نفهم أن الحلم زينة، يمنحنا قدرة التجاوز من خلال سيرورة النموذج الثوري لأبي ذر الغفاري (رض)، بتوجيه معالم الرشاد لعلاقة التأثر والتأثير الفاعلة، تشخيص الإمام الحسين (ع) لأسباب المأزق التاريخي، وما يسمى بمأساة الفكر السلطوي: (منعكَ القومُ دنياهم ومنعتهم دينك، فما أغناك عما منعوك، وأحوجهم إلى ما منعتهم)، فخط الحسين (ع) المعرفي خط واضح السمات، حركي فاعل، فهو يوصي أبا ذر الغفاري (رض): (فاسأل الله الصبر والنصر، واستعذ به من الجشع والجزع)، ليشكل مثل هذا التشخيص حاضنة فكرية تتجانس بالحق، وتتفاعل بعناصر البناء الروحي، بناء فكري يرجع الصبر والنصر إلى صانعهما الأول سبحانه تعالى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13