• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإعلامُ المضلل وطرق المواجهة الجزء الأول .
                          • الكاتب : عدنان الصالحي .

الإعلامُ المضلل وطرق المواجهة الجزء الأول

  دخلت البيوت وأصبحت معنا حتى في غرف النوم، إنها وسائل الاتصالات في زمن الإعلام المنفتح (المعوّلم)، حيث أصبح العالم كقرية واحدة يختصر المسافات، وتتعارف الثقافات، وتتداخل العادات، وتتناقل السلوكيات، فقد أصبح الإعلام بمختلف وسائطه المكتوبة والمسموعة والمرئية والافتراضية من أبرز خصائص هذا العصر وسماته، وإذا كان الأغلب يقرّون بأهمية الإعلام وفوائده غير المحدودة في مجالات الحياة والأنشطة الإنسانية، ويرحبون بكل تطوير في إمكاناته المادية والمعنوية، فإن الاختلاف كبير في وجهات النظر حول وظيفة وسائل الإعلام وحدودها وتأثيراتها سلباً أو إيجاباً.
ورغم أن من أخطر وسائل الإعلام هي القنوات الفضائية الفاسدة والمروجة للإباحية لسهولة امتلاكها، إلا أن الخطر الجديد الداهم الذي بدا يلوح في الأفق ولا يقل خطورة عن سابقه إن لم يكن يفوقه هي القنوات الفضائية المتطرفة التي تدعي الانتماء الى الإسلام، وترفع شعاره، وتحاول أن تبث سموم التفرقة والكراهية من خلال تحشيد المجتمع الإسلامي في خندقين متقابلين، وفي طرفي صراع، سيكون المستفيد الأول والأكبر منها الإرهاب الأعمى والمتطرف.
 فأي مراقب لمسار أغلب تلك القنوات التي ترفع الشعار الإسلامي يؤشر وبوضوح أنها تركت الجانب الشرعي في تصرفاتها، وتخلت عن مسؤولية تاريخية، وشحذت كل طاقاتها وبرامجها وإمكانياتها لإثارة الفتن، وجعلت من الهجوم على باقي الطوائف والأديان مسلكاً ومنهجاً لكل مساحات البث الفضائي، وهذا ما نراه جلياً في قنوات عديدة اتخذت من الهجوم على الطائفة الشيعية وعلمائها هدفاً رئيساً لها، ومادة أساسية في تناولها لكل برامجها، وخلال الأربع والعشرين ساعة للبث الخاص بها.
الحوار مع إدارات هذه الفضائيات ومؤسسيها ليس مجدياً بل عقيماً؛ لأنهم يعلمون ماذا يعملون ويقدمون على هذا السلوك، ولهم أهدافهم ومناهجهم الفكرية ومعتقداتهم التكفيرية، والقضية ليست خطأ في التفكير، أو عن سوء فهم، بل مع سبق إصرار - كما يعبر أهل القانون -.
غير أننا هنا نتحدث عن مسؤولية النخب والطبقات المعتدلة والواعية في كل الطوائف تجاه هذه الظاهرة؛ فالوقوف بوجه هذه المنهج المنحرف والمتطرف الذي يقوده بعض المضللين تحت مسمى رجال الدين على هذه الطائفة أو غيرها، واجب شرعي وأخلاقي، وهو مصداق وترجمان لرسالة الإصلاح، وهي رسالة سيد المرسلين (صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين)، ذلك أن مواجهة هذا التضليل الإعلامي هو إنقاذ لعامة الناس وخصوصا البسطاء منهم، وعدم سوقهم الى هاوية الهلاك، وعدم جرّ الأمة الى مصائب أخرى وتشرذم، مما يزيد في تفكيك المفكَّك وتجزئة المجزَّأ.
 فمن الواجب الشرعي أن يقف الجميع لبيان الحقائق، وكشف المزوّرين للتاريخ، والمغالطين والمتجنين، وسعيهم لحشد المجتمع الإسلامي في طرفي صراع ليس لأحد فيه فائدة، سوى فائدة هؤلاء المتزلفين لحكام الجور والفساد؛ ولكي تبقى سلطة (المتبرقعين) بالدين، وحكومات المشايخ والعوائل الى أطول مدة ممكنة.. لذلك هم يحاولون صرف نظر الناس عن المآسي التي يعيشها المجتمع الى خطر وهمي غير واقعي أسموه بالطائفية، والتقسيم المذهبي.
حيث أكدت المنظمة العالمية لمواجهة التطرف (شهود) في أحدث تقاريرها (...إن التحدي الذي يفرضه المتطرفون على الآدميين كبير، وإن السكوت والتغاضي عن هذه المشكلة يساعد على تفاقم الظاهرة، وإن هؤلاء المتطرفين بدَؤُوا يملكون وسائل إعلام متطورة).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158637
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13