كاشتياق الزرع للمطر.. واشتياق الطير للشجر.. واشتياق الفراشات للنور.. اشتقتُ إليك ..
بحثتُ عنك فوجدتُك بين أجفان مُقلتيَّ.. في سويداءِ قلبي.. بين طيّاتِ روحي.. في أعماقِ أنفاسي..
يا مظهرَ الحياة وسرَّها.. يا شمسَ الحقيقةِ .. يا سيّدَ الكون .. فلولا أنتَ ما أكون..
دُلَّني عليك بجذبةٍ أحسُّ بها بقربِك مني وتطمئنُ روحي بأُنسِ لقائك .. فأنت غايةُ مُرادي وأملي في زمن الطوفان .. وخلو الأمان ..
ظمئٌ أنا وأنت ماءُ حياتي، فاسقني من فيض جودك علَّني أروي عطش روحي، وأنثرُ لآلئَ حُبِّك لمُريديك وأدُلّهم على نورك القدسي ..
فلا كمالَ إلا بك، يا شمسي التي حجبتُها بذنوبي، أنِرْ قلوبنا بحُبِّك حتى تنكشفَ لنا حقائق الوجود، يا سيد الوجود ..ولولا أنت ما كنتُ موجودًا..
كُلّما زادَ حُبي إليك زادَ اشتياقي وحزني وبكائي للقياك.. ففي رؤياك تلتئمُ جراحي، ويسكنُ أنينَ فؤادي .. فأنت ترياقُ ذاتي، وتسبيحُ صلواتي، ونجومُ سماواتي، وأنت سفينةُ نجاتي..
سقيمٌ أنا وأنت شفاءُ علّتي، غريبٌ أنا وأنتَ مؤنسُ وحدتي ..
فأين السبيل بعد السبيل، طالَ انتظاري ولا من دليل .. أحرقني الشوق وأغرقني الدمع .. سأنوح عليك نياحَ الواله، وأناديك كما ناداك جدك الصادق (عليه السلام) وهو يقول:
"سيّدي غيبتُك نفت رُقادي، وضيّقت عليَّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيّدي غيبتُك أوصلت مُصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد، فما أحسُّ بدمعةٍ ترقى في عيني وأنينٍ يفترُ من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا ما لقيني..."
|